كتاب تفسير العثيمين: آل عمران (اسم الجزء: 2)

على التأمل المبني على العقل، حتى يكون عندك عقل غريزي وعقل مكتسب.
٩ - أن ذكر الله عزّ وجل من لوازم العقل ومقتضياته؛ لقوله: {لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (١٩٠) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ}.
١٠ - فضيلة إدامة الذكر؛ ذكر الله عزّ وجل على كل حال؛ لقوله: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا} وكان أبلغ مَنْ وفَّى بهذا حقه عزّ وجل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قالت عائشة رضي الله عنها: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يذكر الله على كل أحيانه" (¬١).
١١ - جواز ذكر الله تعالى للجنب: أي أنه يجوز للجنب أن يذكر الله لدخوله في العموم {يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ}.
١٢ - أن ذكر الله في حال كون الإنسان على جنب لا يعد استهانة بالذكر، وكذلك قراءة القرآن، (وقد ثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ القرآن متكئًا في حجر عائشة وهي حائض رضي الله عنها) (¬٢).
١٣ - فضيلة التفكر في خلق السموات والأرض؛ لقوله: {وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} ولكن التفكر المقرون بقول: {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا} لا التفكر الذي يراد به الاطلاع على العلم المادي فقط في خلق السموات؛ لأن هذا التفكر وإن كان
---------------
(¬١) رواه مسلم، كتاب الحيض، باب ذكر الله تعالى في حال الجنابة وغيرها، رقم (٣٧٣).
(¬٢) انظر سنن النسائي، كتاب الطهارة، باب في الذي يقرأ القرآن ورأسه في حجر امرأته، رقم (٢٧٤).

الصفحة 546