كتاب اختصار صحيح البخاري وبيان غريبه (اسم الجزء: 2)
عاصم: فحلف عكرمة ما كان يومئذ إلا على بعير.
* * *
(22) باب وجوب الطواف بين الصفا والمروة وأنهما مع شعائر اللَّه
907 - عن عروة قال: سألت عائشة (¬1) فقلت لها: أرأيت قول اللَّه عزَّ وجلَّ: {فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} [البقرة: 158] فواللَّه ما على أحدٍ جُنَاحٌ ألا يَطَّوَّفَ بالصفا والمروة، قالت: بئسما قلت يا ابن أختي، إن هذه لو كانت كما أَوَّلْتَهَا عليه كانت: لا جناح عليه أن لا يَطَّوف (¬2) بهما، ولكنها أُنْزِلَتْ في الأنصار، كانوا قبل أن يُسْلِمُوا يُهِلُّون لمِنَاةَ الطاغية التي كانوا يعبدونها عند المُشَلَّلِ، وكان من أَهَلَّ يتحرج أن يطوف بالصفا والمروة، فلما سألوا (¬3) رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عن ذلك، قالوا: يا رسول اللَّه! إن كنا نتحرج أن نطوف بالصفا (¬4) والمروة؟ فأنزل اللَّه عزَّ وجلَّ: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} الآية.
قالت عائشة (¬5): وقد سَنَّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- الطواف بينهما، فليس لأحد أن
¬__________
(¬1) في "صحيح البخاري": "رضي اللَّه عنهما".
(¬2) في "صحيح البخاري": "أن لا يتطوف ".
(¬3) في "صحيح البخاري": "فلما أسلموا سألوا".
(¬4) في "صحيح البخاري": "نطوف بين الصفا. . . ".
(¬5) في "صحيح البخاري": "رضي اللَّه عنهما".
_______
907 - خ (1/ 504)، (25) كتاب الحج، (79) باب وجوب الصفا والمروة، وجُعِلَ من شعائر اللَّه، من طريق شعيب، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة به، رقم (1643)، أطرافه في (1790، 4495، 4861).