كتاب اختصار صحيح البخاري وبيان غريبه (اسم الجزء: 2)

ما حَرَّم به إبراهيم مكة، اللهم بارك لهم في مُدِّهِم وصاعهم".
1382 - وعن مصعب بن سعد قال: رأى سعد أن له فضلًا على من دونه، فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "هل تُنْصَرُونَ وترزقون إلَّا بضعفائكم" (¬1).
وقد تقدم في حديث ابن عباس قولُ هرقل في الضعفاء أنهم أتباع الرُّسُل (¬2).
1383 - وعن أبي سعيد، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "يأتي زمان يغزو فِئَامٌ من الناس، فيقال: فيكم من صحب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ فيقال: نعم، فيفتح عليهم. ثم يأتي زمان فيقال: فيكم من صحب أصحاب النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ فيقال: نعم، فيفتح، ثم يأتي زمان فيقال: فيكم مَن صَحِبَ صاحب (¬3) أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ فيقال: نعم، فيُفْتَح".
¬__________
(¬1) (هل تنصرون وترزقون إلَّا بضعفائكم) تأويلُ الحديث: أن الضعفاء أشدُّ إخلاصًا في الدعاء، وأكثر خشوعًا في العبادة؛ لخلاء قلوبهم عن التعلق بزخرف الدنيا، وقد أراد -صلى اللَّه عليه وسلم- بذلك حض سعد على التواضع ونفي الزهو على غيره، وترك احتقار المسلم في كل حالة.
(¬2) سبق في أول الكتاب.
(¬3) "صاحب" أثبتناه من "صحيح البخاري"، وليس في الأصل.
_______
1382 - خ (2/ 330 - 331)، (56) كتاب الجهاد والسير، (76) باب من استعان بالضعفاء والصالحين في الحرب، من طريق طلحة، عن مصعب بن سعد، عن سعد به، رقم (2896).
1383 - خ (2/ 331)، في الكتاب والباب السابقين، من طريق سفيان، عن عمرو، عن جابر، عن أبي سعيد الخدري به، رقم (2897)، طرفاه في (3597، 3649).

الصفحة 463