كتاب اختصار صحيح البخاري وبيان غريبه (اسم الجزء: 2)
خشيت أن تُفْرَضَ عليكم فتعْجِزُوا عنها"، فتوفي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- والأمر على ذلك.
828 - ونحوه عن زيد بن ثابت، غير أنه زاد في آخره: فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ما زال بكم صنيعكم (¬1) حتى خشيت أن يُكْتَبَ عليكم، ولو كتب عليكم ما قمتم به، فصلُّوا أيها الناس في بيوتكم، فإن أفضل صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة".
الغريب:
"البدعة": تأنيث البِدْع، وهو الشيء المُخْتَرع في اللغة سواء كان حسنًا أو سيئًا، ومنه قوله: {قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ} [الأحقاف: 9].
والبدعة في عرف الشرع: عبارة عما يُخترع على غير أصل يشهد له من الشرع، وهي البدعة المذمومة، فأطلق عمر على فعله هنا بدعة على أصل اللغة لا على العُرْفِ، ألا ترى كيف مدحه ابنِ عْمَ، وإنما أطلق ذلك عمر لأن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- امتنع من اجتماعهم عليه في قيام رمضان للعلة التي ذكرتها عائشة وغيرها، فلما أَمِنَ ذلك عمر أمر بذلك، وعمل به. واللَّه أعلم.
* * *
¬__________
(¬1) في "صحيح البخاري": "ما زال الذي رأيت من صنيعكم. . . ".
_______
828 - خ (4/ 361)، (96) كتاب الاعتصام بالكتاب والسُّنَّة، (3) باب ما يكره من كثرة السؤال، ومن تكلف ما لا يعنيه، وقوله تعالى {لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ}، من طريق موسى بن عقبة، عن أبي النضر، عن بُسْر بن سعيد، عن زيد ابن ثابت به، رقم (7290).