كتاب اختصار صحيح البخاري وبيان غريبه (اسم الجزء: 2)
وَالْفِضَّةَ} [التوبة: 34] (¬1) قال ابن عمر -رضي اللَّه عنهما-: مَنْ كَنَزَهَا ولم يُؤَدِّ زكاتها فويل له، إنما كان هذا قبل أن تنزل الزكاة، فلما نزلت (¬2) جعلها اللَّه طُهرًا للأموال.
706 - وعن الأحنف بن قيس قال: جلست إلى مَلأٍ من قريش، فجاء رجل خَشِنُ الشعر والثياب والهيئة. حتى قام عليهم فسَلَّم، ثم قال: بَشِّرِ الكَانِزِينَ بِرَضْفِ يُحْمَى عليهم في نار جهنم، ثم يوضع على حَلَمَةِ ثَدْي أحدهم حتى يخرج من نُغْضِ كتفيه (¬3)، ويوضع على نُغْضِ كتفيه (¬4) حتى يخرج من حلمة ثديه يتزلزل. ثم وَلَّى، فجلس إلى ساريةِ، وتَبِعْتُهُ وجلست إليه، وأنا لا أدري من هو؟ فقلت له: لا أُرَى القومَ إلا قَدْ كَرِهُوا ما قلت. قال: إنهم لا يعقلون شيئًا، قال لي خليلي -قال: قلت: ومن خليلك؟ -: "يا أبا ذر" أتبصرُ أُحُدًا؟ " قال: فنظرت إلى الشمس ما بقي من النهار، وأنا أُرَى أنَّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يرسلني في حاجة له، قلت: نعم. قال: "ما أحب أن لي مثل أُحُدٍ ذهبًا أنفقه كلَّه إلا ثلاثة دنانير" وإن هؤلاء لا يعقلون، إنما يجمعون الدنيا، لا واللَّه، لا أسالهم دنيا ولا أستفتيهم عن دين حتى ألقى اللَّه.
¬__________
(¬1) وزاد في"صحيح البخاري": "ولا ينفقونها في سبيل اللَّه".
(¬2) في "صحيح البخاري": "أنزلت".
(¬3) في "صحيح البخاري": "كتفه".
(¬4) في "صحيح البخاري": "كتفه".
_______
706 - خ (1/ 434)، (24) كتاب الزكاة، (4) باب ما أُدِّي زكاته فليس بكنز، لقول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- "ليس فيما دون خمسة أواق صدقة"، من طريق الجُرَيْرِيّ، عن أبي العلاء ابن الشخير، عن الأحنف بن قيس به، رقم (1407).
الصفحة 9
504