كتاب صفة الصفوة - ط المعرفة ت فاخوري وقلعه جي (اسم الجزء: 2)

في الله تعالى فما برحت شكيمته في ذات الله تعالى حتى اتخذ بفنائه مسجدا يحيى فيه ما أمات المبطلون وكان رحمه الله غزير الدمعة وقيذ الجوارح شجى النشيج فانقصفت إليه نسوان مكة وولدانها يسخرون منه ويستهزئون به الله يستهزىء بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون فأكبرت ذلك رجالات قريش فحنت له قسيها وفوقت له سهامها انتثلوه غرضا فما فلوا له صفاة ولا قصفوا له قناة ومر على سيسائه حتى إذا ضرب الدين بجرانه ألقى بركه ورست أوتاده ودخل الناس فيه أفواجا ومن كل فرقة أرسالا وأشتاتا اختار الله عز و جل لنبيه صلى الله عليه و سلم ماعنده فلما قبض صلى الله عليه و سلم نصب الشيطان رواقه ومد طنيه ونصب حبائله وظن رجال أن قد تحققت أطماعهم ولات حين مناص وأبي الصديق بين أظهرهم فقام حاسرا مشمرا فجمع حاشيته ورفع قطريه فرد نشر الإسلام على غربه ولم شعثه بطيه وأقام أوده بثقافة فاندفر النفاق بوطأته وانتاش الدين فنعشه فلما أراح الحق إلى أهله وقرر الرؤوس على كواهلها وحقن الدماء في أهبها أتته ميتته فسد ثلمته بنظيره في المرحمة وشقيقه في السيرة والمعدلة ذاك عمر بن الخطاب لله أم حملت به ودرت عليه لقد أوحدت به ففنخ الكفرة وديخها وشرد الشرك

الصفحة 34