كتاب صفة الصفوة - ط المعرفة ت فاخوري وقلعه جي (اسم الجزء: 2)

أولاش إلى مكة في غير أيام الموسم فرافقت ثلاثة فتفرق إثنان منهم وبقيت أنا والثالث فقال لي أين تريد فقلت الشام قال وأنا أريد اللكام فإذا هو إبراهيم بن سعد العلوي وكان حسنيا ثم تفرقنا وكانت تأتيني كتبه
فخرجت يوما من أولاش فإذا إبراهيم بن سعد العلوي فلما رآني قصر في صلاته وسلم علي وجاء إلى البحر فنظر إليه وحرك شفتيه فإذا بحيتان كثيرة مصفوفة قد أقبلت فلما رأيتها قلت أين الصيادون فنظرت فإذا السمك قد تفرق فقال لي إبراهيم ما أنت بمطلوب في هذا الأمر ولكن عليك بهذه الرمال فتوار فيها ما أمكنك وتقلل من الدنيا حتى يأتيك أمر الله ثم غاب عني فلم أره وكانت كتبه ترد علي
فلما مات كنت قاعدا يوما فتحرك قلبي للخروج فلما خرجت صرت إلى المسجد فإذا أنا بأسود فقام إلي فقال لي أنت أبو الحارث قلت نعم قال آجرك الله في أخيك إبراهيم بن سعد
وكان هذا مولى له يسمى ناصحا فذكر أن إبراهيم بن سعد أوصاه أن يؤدي هذه الرسالة
يا أخي إذ نزل بك أمر من أمر الله فاستعمل الرضا فإن الله

الصفحة 432