كتاب صفة الصفوة - ط المعرفة ت فاخوري وقلعه جي (اسم الجزء: 2)

مطلع عليك يعلم ما في ضميرك فإن رضيت فلك الثواب الجزيل
وأنت في رضاك وسخطك لست تقدر أن تزداد في الرزق المقسوم والأمر المكتوب فإن لم تجد إلى الرضا سبيلا فاستعمل الصبر فإنه رأس الإيمان فإن لم تجد فعليك بالتجمل ولا تشك من ليس بأهل أن يشكى وهو من أهل الشكر والثناء لقديم ما أولى فإذا اضطررت وقل صبرك فالجأ إليه بهمك واشك إليه بثك واحذر أن تستبطئه وتسيء به ظنا فإن كل شيء بسبب وكل سبب أجل ولكل أجل كتاب ولكل هم من الله فرج ومن علم أنه بعين الله استحيا أن يراه يرجو سواه ومن أيقن بنظر الله إليه أسقط اختيار نفسه ومن علم أن الله الضار النافع أسقط مخاوف المخلوقين فراقب الله في قربه وأطلب الأمور من معادنها وأحذر أن تعتمد على مخلوق أو تفشي إليه سرا أو تشكوا إليه شيئا فإن غنيهم فقير وفقيرهم ذليل في فقره وعالمهم جاهل في علمه وجاهلهم فاجر في فعله إلا القليل ممن عصم الله فاتقوا الفاجر من العلماء والجاهل من العباد فأنهم فتنة لكل مفتون
وقال عبد الله بن سهل بات عندي أبو الحارث الأولاشي فسألته عن مفارقته إبراهيم بن سعد العلوي فقال كانت الدنيا طوع

الصفحة 433