كتاب ميزان الاعتدال (اسم الجزء: 2)
عبد الرزاق ووصلت (1) ، إليه، وأقمت عنده، والله الذي لا إله إلا هو إن عبد الرزاق كذاب، والواقدى أصدق منه.
قلت: هذا ما وافق العباس عليه مسلم، بل سائر الحفاظ وأئمة العلم يحتجون به إلا في تلك المناكير المعدودة في سعة ما روى.
العقيلي، سمعت علي بن عبد الله بن المبارك الصنعاني يقول: كان زيد بن المبارك لزم عبد الرزاق فأكثر عنه، ثم خرق كتبه، ولزم محمد بن ثور، فقيل له في ذلك، فقال: كنا عند عبد الرزاق فحدثنا بحديث ابن الحدثان، فلما قرأ قول عمر رضي الله عنه لعلى والعباس رضي الله عنهما فجئت أنت تطلب ميراثك من ابن أخيك، وجاء هذا يطلب ميراث أمرأته من أبيها.
قال عبد الرزاق: انظر إلى هذا الانوك يقول: من ابن أخيك، من أبيها! لا يقول: رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال زيد بن المبارك: فقمت فلم أعد إليه، ولا أروى عنه.
قلت: في هذه الحكاية إرسال، والله أعلم بصحتها، (2 [ولا اعتراض على الفاروق رضي الله عنه فيها فإنه تكلم بلسان قسمة التركات] 2) .
جعفر بن أبي عثمان الطيالسي، سمعت ابن معين يقول: سمعت من عبد الرزاق كلاما يوما فاستدللت به على تشيعه، فقلت: إن أستاذيك الذين أخذت عنهم كلهم أصحاب سنة: معمر، ومالك، وابن جريج، وسفيان، والأوزاعي - فعمن أخذت هذا المذهب؟ فقال: قدم علينا جعفر بن سليمان الضبعي، فرأيته فاضلا حسن الهدى، فأخذت هذا عنه.
وقال أحمد بن أبي خيثمة: سمعت ابن معين - وقيل له: إن أحمد يقول: إن عبيد الله بن موسى يرد حديثه للتشيع.
فقال: كان والله الذي لا إله إلا هو عبد الرزاق أغلى
__________
(1) خ: فدخلت إليه.
وفي هـ: ورحلت إليه.
والمثبت في س.
(2) ما بين القوسين في هـ وحدها.
(*)
الصفحة 611
688