حَدثنا عَبد الرَّحمن أَخْبَرنا أبي حَدثنا عَبد الرَّحمن بن المبارك، حَدثنا الصعق بن حزن عن عَلي بن الحكم عن المنهال بن عَمرو، عَن زر بن حبيش، عَن عَبد الله بن مسعود قال كنت جالسا عند النَّبي صَلى الله عَليه وسَلم فجاءه رجل من مراد يقال له صفوان بن عسال، وهو في المسجد متكئ على برد له أحمر فقال له النَّبي صَلى الله عَليه وسَلم مرحبا ما جاء بك؟ فقال يارسول الله جئت أطلب العلم، قال مرحبا بطالب العلم إِن طالب العلم لتحف به الملائكة وتظله بأجنحتها ويركب بعضها بعضا حتى يبلغوا السماء الدنيا من حبهم لما طلب.
قال عَبد الرَّحمن وقد رَوَى عَن: عَبد الله بن مسعود، وعَبد الله بن عباس، وأبي سَعيد الْخُدْري، وعَبد الله بن عَمرو وجابر بن عَبد الله، وعُقبة بن عامر وقيس بن عُبَاد وخلق من التابعين وأتباعهم يطول ذكر كلهم في رحلة بعضهم في طلب الآثار وترغيب بعض فيها، أمسكنا عن ذلك إكتفاء بما جاء فيه عن النَّبي صَلى الله عَليه وسَلم.
ولما أوصى النَّبي صَلى الله عَليه وسَلم بطالبي الآثار، والمرتحلين فيها ونبه عن فضيلتهم علم أَن في ذلك ثبوت الآثار بنقل الطالبين الناقلين لها ولو لم تثبت الأخبار بنقل الرواة لها لما كان في ترغيب النَّبي صَلى الله عَليه وسَلم فيها معنى.
بدأنا في ذكر الثبوت بنقل الرواة لها بما حضرنا من الدلائل الواضحة من كتاب الله عز ذكره وأخبار رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم إذ كان قوم من أهل الزيغ والبدع زعموا أَن الأخبار لا تصح بنقل الرواة لها وأن طريق صحتها إجماع العامة عليها، فأتينا في ذلك وفي إبطال دعواهم ودحض حجتهم بما رأيناه كافيا وبالله التوفيق.