كتاب الجرح والتعديل (ط الهند) (اسم الجزء: 2)

حَدثنا أَحمد بن سنان الواسطي حَدثنا عَبد الرَّحمن، يَعني ابن مهدي، عَن هُشَيم، حَدثنا مغيرة عن إِبراهيم قال كانوا إِذا أرادوا أَن يأخذوا عن الرجل نظروا إلى صلاته وإلى هيئته وإلى سنته.
حَدثنا يَحيَى بن محمد بن يَحيَى النيسابوري وعلي بن الحسن الهِسِنجَاني قالا، حَدثنا منجاب بن الحارث، أَخْبَرنا عَلي بن مُسهر, عن زكريا بن أَبي زائدة, عن سعد بن إِبراهيم قال: كان يقال خذوا الحديث من الثقات.
حَدثنا أَبي، حَدثنا الحميدي، حَدثنا سُفيان عن مِسْعَر: سمعت سعد بن إِبراهيم يقول: لا يحمل الحديث إِلاَّ عن ثقة.
حَدثنا أَبي، حَدثنا أَحمد بن أَبي العباس الرملي، حَدثنا ضمرة قال: قال الأَوزاعي خذ دينك عمن تثق به وترضى به.
حَدثنا صالح بن بشير بن سلمة الطبراني، حَدثنا محمد بن أَبي داود، يَعني الأزدي، حَدثنا عَبد الرَّزاق: سمعت الثَّوري يقول: إِذا حدثك ثقة عن غير ثقة فلا تأخذ، وإذا حدثك غير ثقة عن ثقة فلا تأخذ، وإذا حدثك ثقة عن ثقة فخذه.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَبي، أَخْبَرنا عَبدَة بن سُليمان، قال: قلتُ لابن المبارك يكتب عن رجل يشك فيه ثقة هُو أَم لا؟ قال: إِن كان ثقة ليس يثبت عليه اسم السوء وإن كان كذابا ليس يثبت عليه اسم الصدق.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا الربيع بن سليمان، في كتاب الرسالة، قال: قال الشافعي: لا تقوم الحجة بخبر الخاصة حتى يجمع أمورا، منها أَن يكون من حدث به ثقة في دينه، معروفا بالصدق في حديثه، عاقلا لما يحدث به، عالما بما يحيل معاني الحديث من اللفظ، أَو أَن يكون ممن يؤدي الحديث بحروفه كما سمعه، لا يحدث به على المعنى لأنه إِذا حدث به على المعنى، وهو غير عالم بما يحيل معناه، لم يدر لعله يحيل الحلال إلى الحرام، فإذا أداه بحروفه فلم يبق وجه يخاف فيه إحالته الحديث، حافظًا إِن حدث من حفظه حافظًا لكتابه إِن حدث من كتابه إِذا شرك أهل الحفظ في الحديث وافق حديثهم بريئا من أَن يكون مدلسا يحدث عمن لقي ما لم يسمع منه فيحدث عن النَّبي صَلى الله عَليه وسَلم بما يحدث عَنه الثقات خلافه ويكون هكذا من فوقه ممن حدثه حتى ينتهي بالحديث موصولا إلى النَّبي صَلى الله عَليه وسَلم، أَو إلى من انتهى إِليه دونه، لأَن كل واحد منهم مثبت لمن حدثه ومثبت على من حدث عنه فلا يستغنى في كل واحد منهم عما وصفت.

الصفحة 29