كتاب الجرح والتعديل (ط الهند) (اسم الجزء: 2)

حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا الحسن بن أَبي الربيع الجرجاني حَدثنا وهب بن جرير، أَخْبَرنا أَبي، قال: سَمِعتُ عَبد الله بن عُبَيد بن عُمير في قوله عز وجل ما كان المؤمنون لينفروا كافة إلى آخر الآية قال كان المؤمنون لحرصهم على الجهاد إِذا بعث رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم سرية خرجوا فيها وتركوا النَّبي صَلى الله عَليه وسَلم بالمدينة في رقة من الناس فأنزل الله عز وجل: {ما كان المؤمنون لينفروا كافة} أُمروا إِذا بعث النَّبي صَلى الله عَليه وسَلم سرية أَن تخرج طائفة وتقيم طائفة فيحفظ المقيمون على الذين شخصوا ما أنزل من القرآن وما يسن من السنن فإذا رجعوا إخوانهم أخبروهم بذلك وإذا خرج رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم لم يتخلف عنه أحد إِلاَّ بإذن، أَو عذر.
قال عَبد الرَّحمن قد أَمر الله عز وجل المتخلفين مع نبيه صَلى الله عَليه وسَلم عمن خرج غازيا أَن يخبروا إخوانهم الغازين إِذا رجعوا إِليهم بما سمعوا من رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم من سنته فدل ذلك على أَن السنن تصح بالأخبار.
ومن ذلك: قول الله عز وجل {إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا} أَخْبَرنا محمد بن سعد العوفي، فيما كَتَبَ إلَيَّ، قال: حدثني أبي، قال: حَدثني عمي، عَن أَبيه، عَن جَدِّه، عَن ابن عباس قوله يا أَيها الذين آمنوا إِن جاءكم فاسق بنبأ الآية قال كان رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم بعث الوليد بن عقبة بن أَبي معيط إلى بَني المُصطَلَق ليأخذ منهم الصدقات وأنه لما أَتاهم الخبر فرحوا وخرجوا ليتلقوا رسول رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم ،

الصفحة 4