كتاب الجرح والتعديل (ط الهند) (اسم الجزء: 2)

وَأنه لما حدث الوليد أنهم خرجوا يتلقونه رجع إلى رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فقال يارسول الله إِن بَني المصطلق قد منعوا الصدقة فغضب رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم غضبا شديدا فبينما هو يحدث نفسه أَن يغزوهم إذ أَتاه رجل فقال له يارسول الله إنا حُدِّثْنا أَن رسولك رجع من نصف الطريق، وإنا خشينا أَن يكون رده كتاب جاءه منك بغضب غضبته علينا، وإنا نعوذ بالله من غضبه وغضب رسوله وإن رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم إستغشهم وهم بهم فأنزل الله عز وجل عذرهم في الكتاب فقال {يَا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمينَ}.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا الحجاج بن حمزة العجلي، حَدثنا شبابة، حَدثنا ورقاء، عَن ابن أَبي نَجيح عن مجاهد قوله إِن جاءكم فاسق بنبأ الوليد بن عقبة أرسله النَّبي صَلى الله عَليه وسَلم إلى بَني المصطلق ليصدقهم فتلقوه بالهيبة فرجع إلى النَّبي صَلى الله عَليه وسَلم فقال إِن بَني المُصطَلَق قد جمعت لك لتقاتلك.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أبي رحمه الله، حَدثنا هشام بن خالد الدمشقي، حَدثنا شُعيب، يَعني ابن إِسحاق، حَدثنا سعيد، يَعني ابن أَبي عَرُوبَة عن قتادة قوله عز وجل يا أَيها الذين آمنوا إِن جاءكم فاسق، وهو الوليد بن عقبة بن أَبي معيط بعثه نبي الله صَلى الله عَليه وسَلم مصدقا إلى بَني المُصطَلَق فلما أبصروه أقبلوا نحوه فهابهم فرجع إلى نبي الله صَلى الله عَليه وسَلم فأخبره أنهم قد إرتدوا عن الإسلام فبعث نبي الله صَلى الله عَليه وسَلم خالد بن الوليد وأمره أَن يتثبت، ولا يعجل فانطلق خالد حتى أَتاهم ليلا فبعث عيونه فلما جاؤوا أخبروا خالدا أنهم مستمسكون بالإسلام وسمعوا أذانهم وصلاتهم فلما أصبحوا أَتاهم خالد فرأى الذي يعجبه ورجع إلى نبي الله صَلى الله عَليه وسَلم فأخبره الخبر فأنزل الله عز وجل ما تسمعون.

الصفحة 5