كتاب الجرح والتعديل (ط الهند) (اسم الجزء: 2)

حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَبي، أَخْبَرنا عَبد العزيز بن منيب، حَدثنا أَبو معاذ النحوي عن عُبَيد بن سليمان عن الضحاك قوله عز وجل يا أَيها الذين آمنوا إِن جاءكم فاسق بنبأ الآية بعث رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم رجلاً من أَصحابه إلى قوم يصدقهم فأَتاهم الرجل وكان بينهم وبينه حنة في الجاهلية فلما أَتاهم رحبوا به وأقروا بالزكاة وأعطوا ما عليهم من الحق فرجع الرجل إلى رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فقال يارسول الله منع بنو فلان الزكاة ورجعوا عن الإسلام فغضب رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فبعث إِليهم فأتوه فقال أمنعتم الزكاة وطردتم رسولي فقالوا والله ما فعلنا، وإنا لنعلم أنك رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم وما بدلنا، ولا منعنا حق الله عز وجل في أموالنا فصدقهم رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فأنزل الله هذه الآية فعذرهم.
قال أَبو محمد لما أخبر الوليد بن عقبة بن أَبي معيط النَّبي صَلى الله عَليه وسَلم بإمتناع من بعث إِليهم مصدقا فقبل خبره لصدق الوليد وستره عنده وتغيظ عليهم بذلك وهم بغزوهم حتى نزل عليه القرآن {إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ} فكف عند ذلك عنهم دل على أَن السنن تصح عن رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم بنقل الرواة الصادقين لها.

الصفحة 6