كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم (اسم الجزء: 2)

رسول الله صلى الله عليه وسلم البيضاء، وهو ينادي: " يا أيها الناس لا تأكلوا من لحومها، فإنها أهل بها لغير الله " (¬1) .
فهؤلاء الصحابة قد فسروا ما قصد (¬2) بذبحه غير الله، داخلا فيما أهل به لغير الله؛ فعلمت (¬3) أن الآية لم يقتصر بها على اللفظ باسم غير الله، بل ما قصد به التقرب إلى غير الله فهو كذلك، وكذلك (¬4) تفاسير التابعين على أن ما ذبح على النصب هو ما ذبح لغير الله.

[عودة إلى تفصيل القول فيما ذبح على النصب]
وروينا في تفسير مجاهد المشهور عنه الصحيح من رواية ابن أبي نجيح في قوله تعالى: {وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ} [المائدة: 3] (¬5) قال: " كانت حجارة حول الكعبة يذبح لها أهل الجاهلية، ويبدلونها إذا شاءوا بحجارة أعجب إليهم منها " (¬6) .
وروى ابن أبي شيبة، حدثنا محمد بن فضيل، عن أشعث، عن الحسن، في قوله تعالى {وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ} [المائدة: 3] (¬7) قال: " هو بمنزلة (¬8) ما ذبح لغير الله ".
وفي تفسير قتادة المشهور عنه: " وأما ما ذبح على النصب: فالنصب حجارة كان أهل الجاهلية يعبدونها ويذبحون لها، فنهى الله عن ذلك " (¬9) .
¬_________
(¬1) أورده ابن كثير في تفسيره عن ابن أبي حاتم بسنده " حدثنا أبي حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا ربعي بن عبد الله سمعت الجارود بن عبد الله. . "، فذكر القصة (2 / 8) .
(¬2) في (أط) : ما قد قصد.
(¬3) من هنا حتى قوله: بل ما قصد (سطر تقريبًا) : سقط من (أ) .
(¬4) وكذلك: ساقطة من (أ) .
(¬5) سورة المائدة: من الآية 3.
(¬6) انظر: تفسير مجاهد (تحقيق عبد الرحمن السورتي) (ص185) ، وتفسير الطبري (6 / 48، 49) .
(¬7) من هنا حتى قوله: فالنصب حجارة (سطر تقريبًا) : سقط من (د) .
(¬8) في (ط) : هو ما ذبح لغير الله، أي: بسقوط (بمنزلة) .
(¬9) أخرجه ابن جرير في تفسيره (6 / 48) .

الصفحة 68