(عَنْ عَبْدِ خَيرٍ) ضد شر، ابن يزيد ويقال: ابن محمد الهمداني الكوفي، أدرك الجَاهلية وثقه ابن معين (¬1) والعجلي (¬2)، قال مُسهر (¬3) بن عبد الملك، حَدثني أبي قال: قلت لعَبد خير: كم أتى عليك؟ قال: عشرون ومائة سنة، وكنتُ غُلامًا ببلادنا فجاءنا كتاب النَّبي - صلى الله عليه وسلم -.
(قَالَ: أَتَانَا عَلِيٌّ - رضي الله عنه - وَقَدْ صَلَّى فَدَعَا بِطَهُورٍ) بفَتح الطاء وهو الإناء الذي يتطهرُّ منه كما تقدم.
(فَقُلْنَا: مَا يَصْنَعُ بِالطَّهُورِ، وَقَدْ (¬4) صَلَّى مَا يُرِيدُ) بوضوئه (إلاَّ ليُعَلِّمَنَا) كيف الوُضُوء، فيه جواز الوضُوء، وهو لا يُريد إلا أن يُعلمهم وضوء النبي - صلى الله عليه وسلم - وسُننه (¬5). كما جَاء في البُخاري عن أبي قلابة قال: جَاءنا مَالك بن الحويرث في مسَجدنا هذا فقال: إني لأصَلي (¬6) بكم وما أرُيدُ الصَّلاة، أُصلي كيف رأيتُ النَّبي - صلى الله عليه وسلم - يُصلي (¬7) (فَأُتِيَ بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ وطست) بالجرَ عَطف على إناء تقديرهُ وأتي (¬8) بطست.
(فَأَفْرَغَ مِنَ الإِنَاءِ عَلَى يَمِينِهِ فَغَسَلَ يَدَيْهِ ثَلاثًا) إلى الكُوعَين كما تقدم.
(ثُمَّ مضْمَضَ وَاسْتَنْثَرَ ثَلاثًا) لم يذكر هَاهنا الاستنشاق؛ لأن ذكر الاستنثار
¬__________
(¬1) "تاريخ ابن معين براوية الدارمي" (517).
(¬2) "تاريخ الثقات" للعجلي (924).
(¬3) في (م، س): شهر.
(¬4) في (د، م): فقد.
(¬5) في (د، م): سنته.
(¬6) في (م): لأصل.
(¬7) "صحيح البخاري" (677).
(¬8) في (م): فأتي.