كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 2)

وتوَلى السُّؤال منهم له عَمرو بن أبي حَسَن فحيث (¬1) نسب إليه السؤال كان على الحقيقة ويُؤيدهُ رواية سُليمان بن بلال عند البخاري في باب: الوُضوء مِنَ التور، قال: حَدثني عَمرو بن يَحيى عن أبيه قال: كانَ عَمي (¬2) يَعني: عَمرو بن أبي حسَن يكثر الوُضُوء فقال لعَبد الله بن زيد: أخبرني فذكره. [وحيث نسب] (¬3) السُّؤال إلى أبي حسَن فعَلى المجاز؛ لكونه كانَ الأكبرَ وكانَ حاضرًا، وحيثُ نسبَ السُّؤال ليحيى بن عمارة فعَلى المجَاز أيضًا؛ لكونه ناقل الحَديث وقد حضر السُّؤال (¬4).
(هَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُرِيَنِي كَيفَ كَانَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يَتَوَضَّأُ؟ ) فيه فضيلة السُّؤال عن أفعَال النَّبي -صلى الله عليه وسلم- ليقتدى به ومُلاطفة الطَّالب للشيخ.
(فَقَالَ عَبْدُ الله بْنُ زَيْدٍ: نَعَمْ. فَدَعَا بِوَضُوءٍ) بفتح الواو (فَأَفْرَغَ عَلَى يَدَيْهِ) وفي رواية للبخاري: فأكفأ (¬5) بهمزتين، وفي رواية له: فكفأ (¬6) بفتح الكاف وهُما لُغتان بمعنىً. يقالُ: كفأ الإناء وأكفأهُ إذا أمَاله. وقالَ الكسائي (¬7): كفأت الإناء قلبته (¬8) وأكفأته: أملته. والمرادُ
¬__________
(¬1) في (ص، س) فحين.
(¬2) "صحيح البخاري" (199).
(¬3) في (ص): وخير ويثبت.
(¬4) "الفتح" 1/ 348.
(¬5) "صحيح البخاري" (186).
(¬6) "صحيح البخاري" (192).
(¬7) من (د، م، ل)، وفي (س): الطفلي الكفائي، والمثبت من "الصحاح"، و "لسان العرب" (كفأ).
(¬8) كذا في الأصول الخطية، وفي "الصحاح"، و"لسان العرب": كببته.

الصفحة 49