كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 2)

في البَادية إذا لم يخف عليهَا، وإن تلف منها شيء فلا ضمان.
(وَحَدِيثُ عَمْرٍو) بن عَون (¬1) (أَتَمُّ) (¬2) مِنْ حَديث مسدد.
[333] (ثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ) التبوذكي، ثنا (حَمَادٌ) ابن سَلمة (عَنْ أَيُّوبَ) السختياني.
(عَنْ أَبِي قِلابةَ) عَبد الله بن زَيد، كما تقدم (عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَامِرٍ) قال المنذري: هو عمرو بن بجدان، المتقدمُ في الحَديث قبله (¬3).
(قَالَ: دَخَلْتُ فِي الإِسْلامِ فَهَمَّنِي) (¬4) كذَا في بعَض الأصُول، والصَّوابُ روَايةً ومعنى، فأهمني بزيَادَة الهَمْزة، ومعنى أهمني: أحزَنَني وأغمَّني، ومنهُ الهموم وهَمَّني أذابني (ديني) بكَسْر الدال، أي: أهمَّني الخَوفُ على دِينِي.
(فَأَتَيْتُ أَبَا ذَرٍّ) فأخْبَرتهُ (فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: إِنِّي اجْتَوَيْتُ) بالجيم (الْمَدِينَةَ) أي: استوخمتها (¬5) ولم توافق طبعي، وهو: افتعَلت من الجوى وهوَ المرضُ وداء الجَوفِ إذا تطاول وذَلكَ إذا لم يوَافق هَوَاؤها ومَاؤُهَا طَبْع الآدمي، ويقَال: اسْتوخَمت المدينة إذا كرهت المقام بهَا وإن كنت في نعمة.
(فَأَمَرَ لِي رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بِذَوْدٍ) والذود، بفتح الذال المُعجمة أوله مَا
¬__________
(¬1) في (س): عوف.
(¬2) وأخرجه ابن خزيمة (2292)، وابن حبان في "صحيحه" (1311).
(¬3) "مختصر سنن أبي داود" 1/ 207.
(¬4) كتب في هامش (د): فأهمني.
(¬5) في (س): استوجهتها.

الصفحة 625