كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 2)

(فَقُلْتُ: نَعَمْ هَلَكْتُ) بفتح اللام (يَا رَسُولَ الله) فيه اسْتعمال المجَاز وأنه لا إنكار على مُستعمله كما قالَ المُجَامعُ في رَمَضان: احْترقتُ. ولم ينكر عليه.
(قَالَ: وَمَا أَهْلَكَكَ؟ قال: قُلْتُ إِنِّي كُنْتُ أَعْزُبُ) بِضَم الزاي، كما تقدم (عَنِ (¬1) الْمَاءِ وَمَعِي أَهْلِي فَتُصِيبُنِي الجَنَابَةُ فَأُصَلِّي بِغَيرِ طهر) (¬2) بضَم الطاء وسُكون الهَاء أي: طَهَارة كما تقدم.
(فَأَمَرَ لِي رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بِمَاءٍ) أتطهَّر به ([فَجَاءَتْ به] (¬3) جَارِيَةٌ سَوْدَاءُ) لعَلهَا أُم أيمنَ الحبَشية واسْمُهَا بَرَكة (بِعُسٍّ) تقدم.
(يَتَخَضْخَضُ) أي: يتحرَّك من (¬4) مَشيها به، ثم ذكر سَبَب تخضخضه فقالَ (مَا) [نافية لدخول الباء في الخبر] (¬5). (هُوَ بِمَلآنَ) بفتح الميم، وفي بَعْض النُسَخ: بملأى. وكلاهما صَحيح فالأول: على لفظ العُسّ فإنه مُذكر، والثاني: عَلى مَعناه وهوَ الصَحفَة ومَا في معَناهَا.
(فَتَسَتَّرْتُ إِلَى بَعِيرِ) وسترتني الجارية بثوب (فَاغْتَسَلْتُ، ثُمَّ جِئْتُ، فَقَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: يَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّ الصَّعِيدَ) التراب، وقيل: هوَ وجه الأرض كان عليه تراب أو لم يَكن قَاله الخَليل وابن الأعرابي والزجاج.
قال الزجاج: لا أعلم فيه خلافًا بَين أهل اللغة (¬6). وسُمي صَعيدًا؛ لأنهُ نهايةُ مَا صَعد منَ الأرض وجمع الصعيد صُعُداتٌ، ومنهُ
¬__________
(¬1) في (ص): من. والمثبت من (د).
(¬2) في (س): طهور.
(¬3) في (ص): فجاءته. والمثبت من بقية الأصول.
(¬4) من (د، س، م، ل).
(¬5) من (د، م).
(¬6) انظر: "المغرب في ترتيب المعرب" ص 267.

الصفحة 628