كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 2)

(ثُمَّ أَتَى الجُمُعَةَ) أي: مَاشيًا بسَكينَة وَوقار.
(فَلَمْ يَتخَطَّ) (¬1) يقالُ: تخطيت فلَانًا وخطيته إذا خَطوْت عليْهِ.
(أَعْنَاقَ الناسِ) وفي روَاية لأحمد وغَيره: "لم يتخط رقاب الناس" (¬2) فيه فَضيلَة تركه، وَذم فاعله.
قال السبكي (¬3): المختار أنه حَرام وحكي التصريح به عَن تعليق الشيخ (¬4) أبي حَامِد عن نص (¬5) "الأم" (¬6)، ويَدُل على التحريم ما روى الترمذي عن أنسَ، قالَ رسُول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من تخطى رقاب الناس يَوْم الجُمعَة اتخذَ جسْرًا إلى جَهَنم" وقال: حَديث غَريب والعَمل عليهِ عندَ أهل العِلم (¬7)، وروى الطبرَاني في "الكبير" عن الأرقم بن أبي الأرقم؛ أن النَّبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الذي يَتخطى رقَاب الناس يَومْ الجُمعة و (¬8) يفرق بينَ الاثنين بَعْد خرُوج الإمَام كجارٍّ قصبهُ في النار" (¬9) ورواه أحمد أيضًا (¬10).
وفيه تقييد التحريم بخروج الإمام، وقيدَ في "شرح المهَذب": إبَاحَة
¬__________
(¬1) في (ص، س، ل): يخط. والمثبت من (د، م).
(¬2) "مسند أحمد" 3/ 81.
(¬3) في (ص): الشبلي. والمثبت من (د، س، م).
(¬4) في (د): شيخ.
(¬5) انظر: "روضة الطالبين" 11/ 224.
(¬6) في (م): الإمام.
(¬7) "جامع الترمذي" (513)، وضعفه الألباني.
(¬8) في (م): أو.
(¬9) "المعجم الكبير" (908).
(¬10) "مسند أحمد" 3/ 417. وقال الألباني في "ضعيف الجامع" (1525): ضعيف جدًّا.

الصفحة 662