قال في "النهاية": بكر أتى (¬1) الصَلاة في أول وقتها، وكل من أسَرع إلى شيء فقد بكر إليه (و) أمَّا (ابْتَكَرَ) فمَعناهُ: أدرَك أول الخُطبَة، وأوَّل كل شيء باكورته، وابتكر الرجل إذا أكل بَاكورة الفَوَاكه وقيل: معنى اللفظين واحد فَعَل وافتَعل، هانما كرر للتأكيد والمبَالغَة كما قالوا: جَاد (¬2) مُجِدّ (¬3).
قال ابن الأنباري: معنى بَكَّر: تصدق قبل خروجه، وتأول في ذلك مَا روي في الحَديث من قوله عليه السلام: "باكرُوا بالصَدقة فإن البَلاء لا يتخطاهَا" (¬4).
(وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ) جَمَعَ بيْنَ اللفظين للتأكيد.
(وَدَنَا مِنَ الإِمَامِ؛ فَاسْتَمَعَ) هذِه الفاء السَّبَبيَّة يَعني أن الدُنُوَّ مِنَ الإمَام سَببُّ يُؤدي إلى استماع الخُطبة التي يتعظ بهَا، ورواية أحمد بإسْناد لهُ (¬5) رجَاله رجَال الصَحيح: "واقترب (¬6) واستمع" (¬7).
(وَلَمْ يَلْغُ) بفتح أوله قال في "النهاية": يقال: لغَا الإنسَان يلغُو ولغا
¬__________
(¬1) في (ص): إلى. والمثبت من (د، م).
(¬2) "النهاية في غريب الحديث والأثر" (بكر).
(¬3) في (ص، ل): محمد. والمثبت من (س، د، م).
(¬4) انظر: "شرح السنة" 4/ 237، وحديث "باكروا بالصدقة" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (5643)، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (4606): فيه عيسى بن عبد الله بن محمد، وهو ضعيف.
وقال الألباني في "ضعيف الترغيب والترهيب" (524): ضعيف جدًّا.
(¬5) ليست في (د، م).
(¬6) من (د، م).
(¬7) "مسند أحمد" 2/ 209.