من إطلاقه ذلك (¬1). وروى أبُو عُبيد الآجري، عَن أبي داود، قيل لهُ: عمرو بن شَعيب، عن أبيه، عن جَده حجة عندك؟ قال: لا، ولا نصف حجة (¬2). وقد صح سَماع شعيب من عبد الله بن عَمرو، كما صَرح به البخاري في "التاريخ" (¬3) وأحمد، وكما رواهُ الدارقطني (¬4) والبيهقي في "السُنن" (¬5) (¬6) بإسنَاد صَحيح.
(أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: يا رَسُولَ الله) لفظ النسَائي: جَاء أعرابي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يسألهُ (¬7) عن الوضُوء (¬8) (كَيْفَ الطُّهُورُ؟ ) بضم الطاء، أي: كيفَ فِعْل الطهور؟ (فَدَعا بِمَاء فِي إِنَاءٍ فَغَسَلَ كَفَّيهِ ثَلَاثًا، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، ثُمَّ غَسَلَ ذِرَاعَيهِ) إلى المرفقين (ثَلَاثًا ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ) ثلاثًا (¬9) (فَأَدْخَلَ) هَكذا رواية أبي عَلي التستري، ورواية الخَطيب: وأدخل. بالواو (إِصْبَعَيهِ السَّبَّاحَتَينِ) قال ابن يُونس في "شرح التعجيز": المسبحة هِي الإصبَع التي تَلي الإبهَام، سميت بذلك؛ لأن المصَلي يشيرُ بها إلى التوحيد والتنزيه لله تعالى مِنَ الشريك، وتُسمى أيضًا سَباحة ومهَللة ودَعّاة، وكانت تسمى السّبابة؛ لأنهم كانوا يُشيرُون
¬__________
(¬1) "مقدمة ابن الصلاح" 1/ 188.
(¬2) "شرح ابن ماجه" لمغلطاي 1/ 299، "تهذيب الكمال" 22/ 71 - 72.
(¬3) "التاريخ الكبير" (2578).
(¬4) "سنن الدارقطني" 2/ 109.
(¬5) في (د، م): السير.
(¬6) "السنن الكبرى" 5/ 343.
(¬7) في (م): فسأله.
(¬8) "سنن النسائي" 1/ 88.
(¬9) من (د).