كتاب المقرر على أبواب المحرر (اسم الجزء: 2)

رواه الخمسة، إلا ابن ماجه، وصححه الترمذي (¬1).

[1439] وعن أنس، أنَّ النَّبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- احتَجَم، حَجَمَهُ أبو طَيْبةَ، وأعطاه صَاعِيْنِ من طعامٍ، وكلَّم مواليه فخفَّفُوا عنه (¬2).

[1440] وقال أنس: لما قَدِمَ المهاجرون من مكَّةَ إلى المدينة قَدِموا وليس بأيديهم شيء، فكانت الأنصارُ أهلَ الأرضِ، والعقارِ فقاسمهم الأنصارُ على أن أعطوْهم نِصفَ ثمارِ أموالهم كلَّ عام، ويكفُوهم العملَ والمؤْنةَ (¬3).

[1441] عَنْ أبي سعيدٍ، قَالَ: انْطلَقَ نَفَرٌ من أصحاب النَّبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في سَفْرٍ حتى نزلُوا على حَيٍّ منْ أحيَاءِ العَرَبِ، فاستضَافُوهُمْ، فأبْوا أن يُضَيِّفوهم، فلُدِغَ سيِّدُهم، فسعوْا له بكل شيءٍ، [لا ينفعه شيءٌ]، فأتوْا النفر فقالوا: هلْ عندَ أحدٍ منكم من شيء؟ قال بعضهم: واللَّهِ إني لأرْقِي، ولكن استَضَفْنَاكُمْ فلَمْ تُضَيِّفُونَا! فمَا أنَا بِرَاقٍ لَكُمْ حتَّى تجْعَلُوا لنَا جُعْلًا، فصالَحُوهُمْ علَى قَطيعٍ مِنْ الغَنَمِ، فانْطلَقَ يَتْفُلُ علَيْهِ ويقول: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)} [الفاتحة: 2] فكأنَّما أُنشِطَ (¬4) مِنْ عِقَالٍ فأوْفُوهُم جُعْلَهم، قَالَ بعضهم: اقتسموا، فقال الذي رقَى: لا تَفْعَلُوا حتى نَأتِيَ النَّبِيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فنذكرَ له ذلك. فلما قدِموا، ذكروا ذلك له فقال: "وما يُدْرِيكَ أنَّهَا رُقْيَةٌ" ثم قال: "قدْ أصبْتُمْ، اقْسِمُوا، واضْرِبُوا لي معَكُمْ قَسْمًا (¬5) " (¬6).
¬__________
= -رحمه اللَّه- في "المنتقى" (2/ 384) (3068) إذ عزاه لأحمد وأبي داود والترمذيّ والنسائيّ. وعلق عليه فضيلة الشيخ العلامة محمد حامد الفقي -رحمه اللَّه- بقوله: "وأخرجه أيضًا مسلم في الصحيح".
(¬1) "جامع الترمذي" (3/ 565).
(¬2) أخرجه البخاري (2102) و (2277) و (2280) و (2281)، ومسلم (1577) (62).
(¬3) أخرجه البخاري (2630)، ومسلم (1771) (70).
(¬4) في "الصحيح": نُشط.
(¬5) في "الصحيح": سهمًا.
(¬6) أخرجه البخاري (2276) و (5007) و (6573) و (5749)، ومسلم (2201) ولفظ =

الصفحة 22