كتاب المقرر على أبواب المحرر (اسم الجزء: 2)

وكيع (¬1)، وابن معين (¬2)، وغيرهما. وقال أبو زرعة: "لا يحتج بحديثه" (¬3)، وقال الإمام أحمد مرة: "كل حديث رفعه فهو منكر" (¬4). وقال الحاكم مرة: "لم يختلفوا في تركه" (¬5)! هذا بعيد جدًا، وقد وثقه مَنْ تقدَّمَ، وحَسبُكَ بابن معين وحده موثقًا.
وكلام مَنْ تقدم فيه جرح فلا يُقبل حتى يُبَيِّن سببَه، واللَّه أعلم.

[1449] ولأحمدَ، أن عليًّا أجَّر نَفْسَه كلَّ ذَنَوبٍ بتمرةٍ، وأتى النَّبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فأخبره، فأكل معه منها (¬6). قال: "ليس هذا بشيء".

[1450] وللشافعيِّ عن عليّ أنه ضمَّن الغسَّال، والصَّباغَ، وقال: "لا يُصلح الناسَ إلا ذلك" (¬7). قال: "ولا يُثبت أهلُ الحديث هذا" (¬8).
¬__________
(¬1) "الضعفاء الصغير" للبخاري (348).
(¬2) "تهذيب الكمال" (28/ 361).
(¬3) "الجرح والتعديل" (8/ 222).
(¬4) "الضعفاء الكبير" للعقيلي (4/ 176).
(¬5) "تهذيب التهذيب" (10/ 232).
(¬6) حديث ضعيف: أخرجه أحمد (687) و (1135) من طريق مجاهد عن علي، فذكره بنحوه وإسناده منقطع، مجاهد وهو ابن جبر، لم يسمع من علي، كما في "جامع التحصيل" (736). وله طريق أخرى عند الترمذي (2473) من طريق محمد بن إسحاق حدثنا يزيد بن زياد عن محمد بن كعب القرظي حدثني من سمع علي بن أبي طالب، فذكره وسياقه مختلف. وقال الترمذي: "حديث حسن غريب": فيه: يزيد بن زياد المدني، قال البخاري: "لا يتابع على حديثه" كما في "الميزان" (4/ 423) ووثقه النسائي، وروى عنه مالك بن أنس، وقال الحافظ في "التقريب": ثقة. وفي سنده أيضًا مبهم وهو راويه عن علي -رضي اللَّه عنه-. وفي الباب عن ابن عباس: أخرجه ابن ماجه (2446) من حديث حنش عن عكرمة عن ابن عباس قال: أصاب نبي اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- خصاصة فبلغ ذلك عليًّا فخرج يلتمس عملًا. الحديث بمعناه. وسنده ضعيف جدًا، حنش هو حسين بن قيس لقبه حنش قَالَ الحافظ في "التقريب": متروك. فلا يصلح للاستشهاد.
(¬7) ضعيف الإسناد جدًّا: قال الإمام الشافعي أخبرنا إبراهيم بن أبي يحيى عن جعفر بن محمد عن أبيه أن عليًّا قال. فذكره. كما في "السنن الكبرى" للبيهقي (6/ 22) وإبراهيم بن أبي يحيى: متروك.
(¬8) "السنن الكبرى" (6/ 122).

الصفحة 26