كتاب المقرر على أبواب المحرر (اسم الجزء: 2)

[1551] وعن الأسود، أن معاذ بن جبل ورّثَ أختًا وابنةً، جعلَ لكلِّ واحدةٍ منهما النّصْفَ، وهو باليمن، ونبيُّ اللَّه يومئذٍ حيٌّ (¬1). رواه أبو داود، والبخاري بمعناه.

[1552] وعَنْ عليٍّ -رضي اللَّه عنه-، قال: إنَّكُمْ تَقْرَءُون هذهِ الآية {مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ} [النساء: 12]، وأنَّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قضَى بالدَّيْنِ قبْلَ الوصيَّةِ، وأنَّ أعْيَانَ بني الأمّ يتَوارَثُونَ دُونَ بني العَلَّاتِ، الرجُلُ يرِثُ أخاهُ لأبيهِ وأمّهِ، دونَ أخِيهِ لأبيهِ (¬2).
رواه أحمد، وابن ماجه.
وقوله: قضي بالدَّيْن قبل الوصيَّة، رواه البخاري تعليقًا (¬3).

[1553] وعن قَبيصةَ بنِ ذُؤَيْبٍ، قَالَ: جاءتْ الجَدّةُ إلى أبي بكرٍ فسألتْهُ مِيرَاثَها، فقال: ما لكِ في كتاب اللَّه شيءٌ، وما علمتُ لكِ في سنة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- شيئًا، فارجعي حتى أسألَ النَّاسَ، فسألَ النَّاسَ، فقالَ المُغِيرَةُ بنُ شُعْبَة: حضرْتُ رسُولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أعطَاها السُّدُسَ. فقال: هلْ معَكَ غَيْرُك؟ فقام محمد بن مَسلَمةَ الأنصاري، فقال مِثْلَ ما قَالَ المغيرَةُ، فأنْفَذَهُ لها أبو بكرٍ، ثمَّ جاءَتْ الجَدَّةُ الأخرى إلى عُمَرَ فسألتُهُ مِيرَاثَهَا، فقال: ما لَكِ في كتابِ اللَّهِ شَيْءٌ، ولكِنْ هُوَ ذاكَ السُّدُسُ فإنْ اجْتَمَعْتُما فهوَ بَيْنكُمَا،
¬__________
(¬1) أخرجه البخاري (6734) و (6741) بمعناه. واللفظ لأبي داود (2893) من طريق قتادة حدثني أبو حسان عن الأسود بن يزيد أن معاذ بن جبل، فذكره، فهذا حديث صحيح، وإسناده حسن.
(¬2) حديث ضعيف: أخرجه أحمد (595) و (1091) و (1222)، والترمذي (2095) و (2122)، وابن ماجه (2715) و (2739) من حديث أبي إسحاق عن الحارث عن عليّ فذكره. وقال الترمذي: "وهذا حديث لا نعرفه إلا من حديث أبي إسحاق عن الحارث عن علي، وقد تكلم بعض أهل العلم في الحارث. . . "، وقال الحافظ في "الفتح" (5/ 444): "وهو إسناد ضعيف" لضعف الحارث الأعور.
(¬3) ذكره البخاري معلقًا بصيغة التمريض في كتاب الوصايا (9) باب تأويل قوله تعالى: {مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ} [النساء: 12] ووصله أحمد والترمذي كما تقدم.

الصفحة 74