كتاب الدر الفريد وبيت القصيد (اسم الجزء: 2)

وَكُنْتُ عَزِيْزًا قَبْلَ أَنْ أَعْرِفَ الهَوَى ... فَأَلْبَسَنِي ثَوْبَ المَذَلَّةِ وَالصّغْرِ
فَمَنْ شَاءَ لِي سُوْءًا تَمَرَّسَ بِالهَوَى ... وَكَانَ الَّذِي يَهْوَاهُ سَاكِنَة القَصْرِ
لَهَا مِنْ ذَكِيّ المِسْكِ خضرَةُ حَاجِيٍ ... وِمْن أقْحُوَانِ الرَّمْلِ مُبْتَسَمُ الثَّغْرِ
أَتَاهَا بِعِطْرٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ
وَقَالَوا الْبِسِي حَلْيًا فَقَالَتْ تَعِمّنِي ... أَلَمْ أَنْزَع الخَلْخَالِ مِنْ شِدَّةِ البَهْرِ
البَهْرُ: هُوَ النَّهْجُ مِنْ انْقِطَاعِ النَّفَسِ.

وَلَهُ أَيْضًا: [من البسيط]
364 - أَتْبَعْتِ لَمَّا نَدِمْتِ اللَّوْمَ بِالعِلَلِ ... لَوْ صَحَّ مِنْكَ الهَوَى أُرْشِدْتِ لِلْحِيَلِ
بَعْدَهُ:
لَكِنْ تَعَلَّلْتُمُ عَمْدًا لِنعذِرَكُمْ ... مَا أَضْيَقَ العذْرَ لَوْلَا كَثْرَةُ العِلَلِ
قد كُنْتَ مِمَّا أَرَاهُ مُشْفِقًا وَجلًا ... وَلَنْ تَرَى عَاشِقًا إِلَّا عَلَى وَجَلِ
قد رَضْتُ بِاليَأْسِ قَلْبِي يا مُعَذِّبَتِي ... وَاليَأْسُ يُهْلِكُ لَوْلَا قُوَّةُ الأَجَلِ

[من مجزوء الكامل]
365 - أَتْبَعْتَ نَزْرًا مِنْ عَطَا ... ئِكَ لِي بِإِعْرَاضٍ وَمَنِّ
بَعْدَهُ:
وَصَدَدْتَ عَنِّي مُبْغِضًا ... أَقْبِلْ عَلَيَّ وَخُذْهُ مِنِّي
قَوْلُهُ: أَتْبَعْتَ نَزْرًا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ:
وَصَدَدْتَ عَنِّي مُغْضِبًا ... أَقْبِلْ عَلَيَّ وَخُذْهُ مِنِّي
وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ الصِّمَّةِ القُشَيْرِيّ وَتُرْوَى للأَقْرَعِ بن مَعَاذٍ:
أتَبْكِي عَلَى لَيْلَى وَنَفْسُكَ بَاعَدَتْ ... مَزَاركَ مِنْ لَيْلَى وَشِعْبَاكُمَا مَعَا
¬__________
364 - الأبيات في ديوان أبي نواس (ابن منظور): 214.
365 - البيتان في مجلة الذخائر (الصمة القشيري): ع 4 خريف 1421 هـ / 2000 م: 180.

الصفحة 123