كتاب الدر الفريد وبيت القصيد (اسم الجزء: 2)

مُتَبَسِّمٌ قَبْلَ العَطَاءِ بَعْدَهُ ... سِوَاهُ لَا يُعْطِي وَلَا يَتَبَسَّمُ
تَبَرُّعٌ بِالجوْدِ يَظلِمَ مَالَهُ ... كرمًا فِي أَحْكَامِهِ لَا يَظْلِمُ
مَوْلَايَ مَوْلَى المُلُوْكِ وَمَنْ غَدَا ... بُسْطَاهُ وَهُوَ عَلَى المُلُوْكِ مُحَكَّمُ
أرْدُدْ ثَرَائِي غَيْرَ مَأْمُوْرٍ وَمُرْ ... دَهْرِي يجري عيش مَا تَرْسُمُ
أَصبَحْتَ بِالجوْدِ الحَمِيْدِ مُحَمَّدًا ... وَسِوَاكَ بِالبُخْلِ الذَّمِيْمِ مُذَمَّمُ

مُحَمَّد بن أَبِي عِمْرَانَ: [من الطويل]
480 - أَجْرْنِي مِنْ ذُلِّ السُّؤَالِ وَأَعْفِنِي ... فَكُلُّ عَزِيْزٍ فِي السُّؤَالِ ذَلِيْلُ

عُمَر بن أَبِي رَبِيْعَة: [من البسيط]
481 - أَجْرِي عَلَى مَوْعِدٍ مِنْهَا فَتُخْلِفُنِي ... فَمَا أَمَلُّ وَمَا تُوْفِي المَوَاعِيْدَا
أَوَّلُ هَذِهِ الأَبْيَات:
أَمْسَى بَأَسمَاءِ هَذَا القَلْبُ مَعْمُوْدَا ... إِذَا أَقُوْلُ صَحَا يَعْتَادَهُ عِيْدَا
يَقُوْلُ مِنْهَا:
كَأَنَّنِي يَوْمَ أُمْسِي لَا تُكَلِّمُنِي ... ذُو بغْيَةٍ تَبْتَغِي مَا لَيْسَ مَوْجُوْدَا
أَجْرِي عَلَى مَوْعِدٍ فتحْلِفُنِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ:
قَدْ طَالَ مَطلٌ لَو أَنَّ اليَأْسَ يَنْفَعُنِي ... أَو لَو أُصَادِفُ مِنْ تِلْقَائِهَا جُوْدَا
فَلَيْسَ تَبْذلُ لِي عَفْوًا وَأكْرِمُهَا ... مِنْ أن تَرَى عِنْدَنَا فِي الحِرْصِ تَشْدِيْدَا
وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ المَأْمُوْنُ بن الرَّشِيْدِ بن المَهْدِيّ رَحَمَهُ اللَّه (¬1):
بَعَثْتكَ مُرْتَادًا فَفُزْتَ بِنَظْرَةٍ ... وَأَغْفَلتنِي حَتَّى أَسَأْتُ بِكَ الظّنَّا
وَنَاجَيْتَ مَنْ أَهْوَى وَكنْتُ مُبَاعِدًا ... فَيَالَيْتَ شِعْرِي عَنِ دُنُوِّكَ مَا أَغْنَى
أَرَى أَثَرًا مِنْهُ بِعَيْنِكَ بَيِّنًا ... لَقَدْ أَخَذَتْ عَيْنَاكَ مِنْ عَيْنِهِ حُسْنَا
¬__________
480 - البيت في محاضرات الأدباء: 1/ 639.
481 - الأبيات في ديوان عمر بن أبي ربيعة (صادر): 100.
(¬1) الأبيات في الشعر والشعراء: 1/ 87.

الصفحة 158