كتاب الدر الفريد وبيت القصيد (اسم الجزء: 2)

قَالُوا: يَا رَسُوْلُ اللَّهِ المُفْلِسُ فِيْنَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعٌ. قَالَ: إِنَّ المُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يَأتِي يَوْمَ القِيَامَةِ بِصيَامٍ وَصَلَاةٍ وَصدَقَةٍ وَيَأتِي قَدْ ظَلَمَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا وَشَتَمَ هَذَا فَيَقْعَدُ فيَقْبضُ هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإنْ فُنِيَتْ حَسَنَاتهُ قَبْلَ أنْ يَقْضِي الَّذِي عَلَيْهِ مِنَ المَظَالِمِ أَخَذَ مِنَ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحْنَ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ.

دِعْبَلٌ: [من البسيط]
94 - اللَّهُ يَعْلَمُ وَالأَيَّامُ دَائِرَةٌ ... وَالمَرْءُ مَا بَيْنَ إيْحَاشٍ وَإيْنَاسِ
بَعْدَهُ:
إِنِّي أُحِبُّكَ حُبًّا لَوْ تَضَمَّنَهُ سَلْمَى ... سَمِيُّكِ ذَلَّ الشَّاهِقُ الرَّاسِي
حُبًّا تَلَبَّسَ بِالأَحْشَاءِ فَامْتَزَجَا ... تلبس المَاءِ بِالصَّهْبَاءِ فِي الكَاسِ
وَبَقِيَّةُ الأَبْيَات مَكْتُوْبَةٌ بِبَابِ (مَا أنسَ) فَتُطْلَبُ مِنْ هُنَاكَ.
وَمِمَّا يَجْرِي مَجْرَى المَثَلِ مِمَّا فِيْهِ ذِكْرُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَمِنْ ذَلِكَ مَا جَاءَ نَظْمًا فِي أَنْصَافِ الأَبْيَاتِ:
ألَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللَّهُ بَاطِلُ (¬1)
اللَّهُ أَنْجَحَ مَا طَلَبْتَ بِهِ (¬2)
وَسَائِلُ اللَّهِ لَا يَخِيْبُ (¬3)
كِفَايَةُ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ تَوَقِّيْنَا (¬4)
وَمَا لَا تَرَى مِمَّا يَقِي اللَّهُ أَكْثَرُ (¬5)
¬__________
94 - الأبيات في ديوان دعبل: 169.
(¬1) الأمثال المولدة: 426 منسوبًا للبيد وهو في ديوانه.
(¬2) قواعد الشعر: 68 منسوبًا إلى امرئ القيس.
(¬3) جمهرة أشعار العرب: 384 منسوبًا إلى عبيد بن الأبرص.
(¬4) الأمثال المولدة: 122.
(¬5) الأمثال لابن سلام: 165 منسوبًا للحطيئة.

الصفحة 40