كتاب شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري (اسم الجزء: 2)
يكون في المستقبل وفي الرواية الأخرى قيد الرؤية بيوم القيامة, وفي ((صحيح مسلم)) : ((وتعلموا أن أحداً منكم لن يرى ربه حتى يموت)) (¬1)
والواقع أن هؤلاء الأدعياء يرون آلهتهم من الشياطين الذين أضلوهم.
قال الأزهري: ((رأيت فلاناً عياناً, أي: مواجهة)) (¬2) .
وهذا التفسير لقوله: ((سترون ربكم عياناً)) متفق عليه عند أهل الأثر, وأهل اللغة, وهو من الأمور الواضحة, ولكن لما جاء أهل البدع والتحريف احتيج في ذلك إلى ذكر أقوال العلماء, وسيأتي لذلك مزيد بيان, إن شاء الله تعالى.
قوله: ((إنكم سترون ربكم يوم القيامة, كما ترون هذا, لا تضامون في رؤيته)) قيد الرؤية بيوم القيامة, لئلا يتوهم أحد أنه يرى ربه قبل يوم القيامة.
وقوله: ((كما ترون هذا)) الإشارة إلى القمر تلك الليلة التي هي ليلة البدر والقمر فيها أتم ما يكون, وأوضح ما يكون, فشبه الرسول – صلى الله عليه وسلم – رؤية المؤمنين لربهم – تعالى – برؤيتهم القمر تلك الليلة في تمامه واستوائه, ووضوحه, والمعنى: أنكم ترون ربكم يوم القيامة رؤية واضحة جلية, لا لبس فيها, ولا خفاء, كما ترون القمر وقت تمامه وكماله ليلة
أربع عشرة من الشهر, ليس بينكم وبينه حائل ولا قتر.
وهذا غاية البيان والإيضاح في أن المؤمنين يرون الله – تعالى – يوم القيامة, ومع هذا يأبى من غلبت شقوته وضلاله الإيمان بذلك، ويحاول تحريف النصوص الواضحة, لتتفق مع مذهبه الفاسد.
65 – قالَ: حدثنا عبدُ العزيزِ بنُ عبدِ اللهِ, حدثنا إبراهيمُ بنُ
¬_________
(¬1) ((مسلم)) (4/2245) رقم (2931) .
(¬2) ((تهذيب اللغة)) (3/206) .
الصفحة 15
726