كتاب شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري (اسم الجزء: 2)

نفسه – إن لم يكن ممن يطيع الله – كهيئته في الدنيا, سواء كان ذلك المعبود رجلاً, أو صنماً, أو مالاً, أو شهوة, أو غير ذلك, ثم يؤمر بتلك المعبودات إلى النار ((فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس, ويتبع من كان يعبد القمر القمر, ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت)) الطواغيت هي: كل معبود من دون الله, وتطلق على الأصنام, والأوثان, والقبور, التي يتجه إليها بالعبادة, قال الأزهري: ((قال أبو إسحاق: كل معبود من دون الله: جبت وطاغوت.
وقيل: الجبت والطاغوت: الكهنة والشياطين.
وفي بعض التفسير: الجبت والطاغوت: حيي بن أخطب, وكعب بن الأشرف, اليهوديان, وهذا غير خارج مما قال أهل اللغة؛ لأنهم إذا اتبعوا أمرهما فقد أطاعوهما من دون الله)) (¬1) .
وقال ابن القيم: ((الطاغوت: كل ما تجاوز به العبد حده من معبود, أو متبوع, أو مطاع, فطاغوت كل قوم: من يتحاكمون إليه غير الله – تعالى – ورسوله – صلى الله عليه وسلم أو يعبدونه, من دون الله, أو يتبعونه على غير بصيرة من الله, أو يطيعونه فيما لا يعلمون أنه طاعة لله, فهذه طواغيت العالم, إذا تأملتها, وتأملت أحوال الناس, رأيت أكثرهم عدلوا عن عبادة الله إلى عبادة الطاغوت, وعن التحاكم إلى الله, وإلى الرسول, إلى التحاكم إلى الطاغوت, وعن طاعته ومتابعة رسوله إلى طاعة الطاغوت ومتابعته)) (¬2) .
قلت: أكثر الخلق اليوم واقعون فيما ذكره ابن القيم, فهم يعبدون
¬_________
(¬1) ((تهذيب اللغة)) (8/168) .
(¬2) ((إعلام الموقعين)) (1/50) .

الصفحة 20