كتاب شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري (اسم الجزء: 2)

((قال شيخ الإسلام – رحمه الله -: ((وأما تضعيف ابن خزيمة لحديث ابن عمر بأن الثوري أرسله, فخالف فيه الأعمش, وأن الأعمش وحبيباً مدلسان.
فيقال: قد صححه إسحاق بن راهويه, وأحمد بن حنبل, وهما أجل من ابن خزيمة باتفاق الناس.
وأيضاً فمن المعلوم أن عطاء بن أبي رباح إذا أرسل هذا الحديث عن النبي – صلى الله عليه وسلم – فلابد أن يكون قد سمعه من أحد (¬1) , فإذا كان في إحدى الطريقين قد بين أنه أخذه عن ابن عمر, كان هذا بياناً وتفسيراً لما تركه وحذفه في الطريق الأخرى, ولم يكن هذا اختلافاً أصلاً)) (¬2) ويأتي بقيته – إن شاء الله تعالى -.
وقال ابن أبي عاصم أيضاً: ((حدثنا عمر بن الخطاب, حدثنا ابن أبي مريم, حدثنا ابن لهيعة, عن أبي يونس – سليم بن جبير -, عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((من قاتل فليجتنب الوجه, فإن صورة وجه الإنسان على صورة وجه الرحمن)) (¬3) , وسنده أقل درجاته الحسن, فابن لهيعة رمي بسوء الحفظ, وهو في هذا لم يخالف غيره من الثقات, كما في الذي قبله.
وقال الخلال: أخبرنا علي بن حرب الطائي, حدثنا زيد بن أبي الزرقاء, عن ابن لهيعة, عن أبي يونس, والأعرج, عن أبي هريرة, عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه, فإن صورة الإنسان على صورة الرحمن عز وجل)) (¬4) .
¬_________
(¬1) لأنه قد علم أن القول على رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعظم الذنوب.
(¬2) ((نقض التأسيس)) (2/2636) والجزء مكتوب عليه أنه الثالث، وهو خطأ.
(¬3) ((السُّنّة)) لابن عاصم (1/230) .
(¬4) ((نقض التأسيس)) (2/223) ، ورواه ابن أبي عاصم في ((السُّنّة)) (1/230) ، والدارقطني في ((الصفات)) (ص37) .

الصفحة 36