كتاب شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري (اسم الجزء: 2)
فاختة, سعيد بن جهمان, ضعيف, قال الحافط: ((أطبقوا على تضعيفه)) (¬1) .
وقال ابن عدي: ((أثَرُ الضعف بَيِّنٌ على رواياته, وهو إلى الضعف أقرب منه إلى غيره)) (¬2) .
وهذا لا يمنع من الاستشهاد بحديثه, كما هي طريقة العلماء فيما لا يخالف الثابت الصحيح, بل يوافقه.
وفي ((الدر المنثور)) : ((أخرج ابن مردويه, عن ابن عباس, في قوله - تعالى -: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَة ٌ {22} إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} قال: تنظر إلى وجه ربها)) (¬3) .
وذكر أحاديث في ذلك وآثاراً كثيرة.
والأحاديث في رؤية المؤمنين لربهم في الآخرة كثيرة جداً, وقد تواترت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - وتلقاها أتباعه بكل قبول وارتياح وانشراح لها, وكلهم يرجو ربه ويسأله أن يكون ممن يراه في جنات عدن, يوم يلقاه.
ولم يرد هذه الأحاديث إلا أهل البدع والضلال, الذي اعتاضوا بهداية كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم - آراء فاسدة, زعموا أنها معقولات, وهي ضلالات وجهالات وشبهات, كما سيأتي بيان ذلك, إن شاء الله تعالى.
وقد أفرد كثير من أهل السُّنَّة هذه المسألة بمؤلفات خاصة.
قال البيهقي: ((لا يخلو النظر أن يكون الله - تعالى - عنى به: نظر الاعتبار,
¬_________
(¬1) ((الفتح)) (13/424) .
(¬2) انطر: ((الكامل)) (2/534) .
(¬3) (8/350) .
الصفحة 8
726