كتاب الجامع الكامل في الحديث الصحيح الشامل المرتب على أبواب الفقه (اسم الجزء: 2)

الأشعريّ، فذكره.

٩ - باب في فضل الإنفاق على طلبة العلم
• عن أنس بن مالك، قال: كان أخوان على عهد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فكان أحدهما يأتي النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، والآخر يحترف، فشكا المحترف أخاه إلى النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: "لعلّك ترزق به".
صحيح: رواه الترمذيّ (٢٣٤٥) عن محمد بن بشّار، حدّثنا أبو داود، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس بن مالك، فذكر الحديث.
قال الترمذيّ: "هذا حديث حسن صحيح".
وصحّحه الحاكم (١/ ٩٣ - ٩٤) فرواه من طريق أبي داود، به. ثم قال: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ورواته عن آخرهم أثبات ثقات، ولم يخرجاه".

١٠ - باب ما جاء عن معلّم الخير
• عن جابر، قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "معلِّم الخير يستغفر له كلُّ شيء حتّى الحيتان في البحار".
حسن: رواه الطبرانيّ في الأوسط (مجمع البحرين - ٢٠٣) عن محمد بن علي الصّائغ، ثنا إسماعيل بن عبد اللَّه بن زرارة، ثنا أبو إسحاق الفزاريّ، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، فذكر الحديث.
وإسناده حسن من أجل إسماعيل بن عبد اللَّه فإنه صدوق، وقال الطبرانيّ: "لم يروه عن الأعمش إِلَّا الفزاريّ".
قلت: هذا ليس تعليلًا؛ لأنّ أبا إسحاق الفزاريّ إمام متقن لا يضرّ تفرّده، واللَّه أعلم.

١١ - باب العلم العام الذي لا يسع البالغ العاقل جهله
قال الشافعيّ رحمه اللَّه تعالى: "إن من العلم ما لا يسع بالغًا غير مغلوب على عقله جهله، مثل الصلوات الخمس، وأنّ اللَّه على النّاس صوم شهر رمضان، وحجّ البيت إذا استطاعوه، وزكاةً في أموالهم، وأنّه حرَّم عليهم الزّنا، والقتل، والسرقة، والخمر وما كان في معنى هذا مما كُلف العباد أن يعقلوه ويعملوه ويعطوه من أنفسهم وأموالهم، وأن يكفُّوا عنه ما حرَّم عليهم". الرّسالة (٩٦٣).

• عن ابن عباس، أنّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لما بعث مُعاذًا على اليمن قال: "إنّك تقدّم على قوم أهل الكتاب فليكن أوّل ما تدعوهم إليه عبادة اللَّه، فإذا عرفوا اللَّه فأخبرهم أنّ اللَّه قد فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم، فإذا فعلوا

الصفحة 17