كتاب الجامع الكامل في الحديث الصحيح الشامل المرتب على أبواب الفقه (اسم الجزء: 2)

١٤ - باب أجر من هدى اللَّهُ به رجلًا
• عن سهل بن سعد، أنّه سمع النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "واللَّهِ لأنْ يهدي اللَّه بك رجلًا واحدًا خيرٌ لك من أن يكون لك حمرُ النَّعَم".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الجهاد والسير (٢٩٤٢)، ومسلم في الفضائل (٢٤٠٦) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل بن سعد، فذكر الحديث. وفيه قصة إعطاء النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- الرّاية لعلي يوم خيبر، يأتي ذكرها في موضعها إن شاء اللَّه تعالى.

١٥ - باب فضل العلم والفقه في الدّين والحثّ على طلب العلم
قال اللَّه تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [سورة المجادلة: ١١].
وقال عزّ وجلّ: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [سورة طه: ١١٤].

• عن معاوية بن أبي سفيان، قال: سمعت النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "من يرد اللَّه به خيرًا يُفَقُهْهُ في الدّين، وإنّما أنا قاسم، واللَّه يعطي، ولن تزال هذه الأمّة قائمة على أمر اللَّه لا يضرّهم من خالفهم حتى يأتي أمر اللَّه".
متفق عليه: رواه البخاريّ في العلم (٧١)، ومسلم في الزّكاة (١٠٣٧) كلاهما من طريق ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب، قال: قال حميد بن عبد الرحمن: سمعت معاوية خطيبًا يقول "فذكر نحوه"، واللّفظ للبخاريّ، ولفظ مسلم قريب منه، إلا أنه لا توجد عنده الجملة الأخيرة "ولن تزال هذه الأمة. . . ".
ورواه مالك في القدر (٨) عن يزيد بن زياد، عن محمد بن كعب القرظيّ، قال: قال معاوية على المنبر: "اللَّهمّ لا مانع لما أعطيتَ، ولا معطي لما منعتَ، ولا ينفعُ منك الجدُّ، من يرد اللَّه به خيرًا يفقهه في الدّين". سمعتُ هؤلاء الكلمات من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- على هذا المنبر.

• عن عبد اللَّه بن عباس، أنّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "من يرد اللَّه به خيرًا يفقّهه في الدِّين".
صحيح: رواه الترمذيّ (٢٦٤٥) عن علي بن حجر، حدّثنا إسماعيل بن جعفر، حدّثني عبد اللَّه ابن سعيد بن أبي هند، عن أبيه، عن ابن عباس، فذكره.
قال الترمذيّ: "هذا حديث حسن صحيح".
وهو كما قال؛ فإنّ رواته كلّهم ثقات معروفون، وعبد اللَّه بن سعيد بن أبي هند، قال الإمام أحمد: "ثقة ثقة". وفي رواية: "ثقة مأمون". ووثقه أيضًا ابن معين، وابن المديني، ويعقوب الفسويّ وغيرهم.

الصفحة 21