كتاب الكامل في اللغة والأدب (اسم الجزء: 2)

والناس يلحون غرا ... ب البين لمَّا جهلوا
والبائس المسكين ما ... يطوى عليه الرِّحل
ويقال: إنه لأبي الشّيص.
فمن قال: "آلفٌ" للواحد قال للجميع1 "ألاّفٌ" كعمل وعمّالٍ، وشاربٍ وشرَّابٍ، وجاهلٍ وجهَّالٍ. ومن قال للواحد: إلفٌ، قال للجميع: آلافٌ، وتقديره: عدلٌ وأعدالٌ، وحملٌ وأحمالٌ. وثقلٌ وأثقالٌ.
__________
1 كذا في س، وفي الأصل، س: "قال آلاف".
في وصف الإبل
وقد أنصف الإبل الذي يقول:
ألا فرعى الله الرَّواحل إنما ... مطايا قلوب العاشقين الرَّواحل
على أنهنَّ الواصلات عرى النَّوى ... إذا ما نأى بالآبقين التَّواصل
وقال الآخر:
أقول والهوجاء تمشي والفضل ... قطعت الأحداج أعناق الإبل
الهوجاء: التي تجدُّ في السَّير وتركب رأسها، كأنَّ بها هوجاً، كما قال:
لله درّ اليعملات الهوج
وكما قال الأعشى:
وفيها إذا ما هجَّرت عجرفيَّةٌ ... إذا خلت حرباء الوديقة أصيدا
والفضل: مشية فيها اختيالٌ، كأنّ مشيتها تخرج عن خطامها فتفضل عليه، والأصل في ذلك أن يمشي الرجل وقد أفضل من إزاره، وتمشي المرأة وقد أفضلت من ذيلها، وإنما يفعل ذلك من الخيلاء، ولذلك جاء في الحديث: "فضل الإزار في النار"، وقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأبي تميمة الهجيميِّ: "وإيَّاك والمخيلة" 1، فقال: يا رسول الله، نحن قومٌ عرب، فما الخيلة? فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "سبل الإزار".
__________
1 المخيلة: الكبر والعجب والخيلاء.

الصفحة 213