كتاب الكامل في اللغة والأدب (اسم الجزء: 2)

أسدُ غيلٍ فإذا ما شربوا ... وهبوا كل أمونٍ وطمرْ 1
وقد أملينا جميع ما في الغيل والغيلِ.
وقوله:
تطول القصارَ والطوال تطولها
طال: يكون على ضربين: أحدهما تقديره: فعل، وهو ما يقع في نفسه انتقالاً لا يتعدى إلى مفعول، نحو ما كان كريماً فكرمَ، وما كان وضيعاً ولقد وضع، وما كان شريفاً ولقد شرفَ، وكان الشيءُ صغيراً فكبرَ، وكذلك قصيراً فطال، وأصله طولَ.
وقد أخبرنا بقصةِ الياء والواو إذا انفتح ما قبلهما وهما متحركتان، وعلى ذلك يقال في الفاعل: فعيلٌ نحو شريفٍ، وكريم، وطويل. فإذا قلتَ: طاولني فطلتهُ، أي فعلوته طولاً، فتقديره فعل نحو خاصمني فخصمتهُ، وضاربني فضربتهُ، وفاعلُهُ طائلٌ، كقولك ضاربٌ، وخاصمٌ. وفي الحديث: "كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فوقَ الربعةِ، وإذا مشى مع الطوالِ طالهمُ".
__________
1 الأمون: الناقة الوثيقة الخلق.
بين رياح بن سنيح وجرير
وقال رياحُ بن سنيحٍ الزنجي مولى بن تاجية - وكان فصيحاً - يجيب جريراً، لما قال جرير:
لا تطلبن خؤولة في تغلبٍ ... فالزنجُ أكرمث منهمُ أخوالاَ
فتحرك رياحُ فذكر أكثر من ولدته الزندُ من أشراف العربِ في قصدةٍ مشهورةٍ معروفةٍ، يقول فيها:
والزنجُ لو لاقيتهم في صفهم ... لاقيت ثم جحاجحاً أبطالاَ
ما بالُ كلبِ بني كليبٍ سبهم ... إن لم يوازن حاجباً وعقالاَ
إن الفرزدق صخرةٌ عاديةٌ ... طالت فليس تنالها الأجبالاَ
يريد: طالتِ الأجبال وعلت1 فليس تنالها.
__________
1 ساقطة من ر، وهي في الأصل.

الصفحة 218