كتاب الروض الأنف ت الوكيل (اسم الجزء: 2)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بِضَمِيرِهِ، لِأَنّ مَا بَعْدَ اللّامِ الثّانِيَةِ لَا يَجُوزُ أَنْ يَعْمَلَ فِيمَا قَبْلَهَا، وَمَا لَا يَجُوزُ أَنْ يَعْمَلَ فِيهِ مَا قَبْلَهُ، فَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ تَفْسِيرًا لِمَا يَعْمَلُ فِيهِ، وَقَدْ قِيلَ: إنّ مَا هَذِهِ شَرْطٌ. وَالتّقْدِيرُ: لهما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ لَتُؤْمِنُنّ بِهِ، وَهُوَ ظَاهِرُ قَوْلِ سِيبَوَيْهِ، لِأَنّهُ جَعَلَهَا بِمَنْزِلَةِ: إنّ، وَقَوْلُ الْخَلِيلِ: إنّهَا بِمَنْزِلَةِ الّذِي، أَيْ:
إنّهَا اسْمٌ لَا حَرْفٌ، وَيُمْكِنُ الْجَمْعُ بَيْنَ قَوْلَيْهِمَا عَلَى هَذَا، فَتَكُونُ اسْمًا، وَتَكُونُ شَرْطًا، وَيُحْتَمَلُ أَيْضًا أَنْ تَكُونَ عَلَى قَوْلِ الْخَلِيلِ: خَبَرِيّةً فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ بِالِابْتِدَاءِ، وَيَكُونَ الْخَبَرُ: لَتُؤْمِنُنّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنّهُ، وَإِنْ كَانَ الضّمِيرَانِ عَائِدَيْنِ عَلَى الرّسُولِ، لَا عَلَى الّذِي، وَلَكِنْ لَمّا قَالَ: رسول مصدّق لما معكم، ارْتَبَطَ الْكَلَامُ بَعْضُهُ بِبَعْضِ، وَاسْتَغْنَى بِالضّمِيرِ الْعَائِدِ على الرسول عن ضمير يعود
__________
- جواب القسم، لأن أخذ الميثاق قسم فى المعنى، فأما قوله: ثم جاءكم» ، فهو معطوف على: ما آتيتكم، والعائد على «ما» من هذا المعطوف فيه وجهان. أحدهما: تقديره: ثم جاءكم به، واستغنى عن إظهاره بقوله: به فيما بعد. والثانى: أن قوله: لما معكم فى موضع الضمير، تقديره: مصدق له؛ لأن الذى معهم هو الذى آتاهم ويجوز أن يكون العائد ضمير الاستقرار العامل فى مع، ويجوز أن تكون الهاء فى: به، تعود على الرسول، والعائد على المبتدأ: محذوف، وسوغ ذلك طول الكلام، وأن تصديق الرسول تصديق للذى أوتيه، والقول الثانى: أن ما: شرط واللام قبله، لتلقى القسم كالتى فى قوله: لتن لم ينته المنافقون، وليست لازمة بدليل قوله: وإن لم ينتهوا عما يقولون، فعلى هذا تكون «ما» فى موضع نصب باتيت والمفعول الثانى: ضمير المخاطب، و «من كتاب» مثل «من آية» فى قوله: ما ننسخ من آية، وباقى الكلام على هذا الوجه ظاهر» ثم ذكر وجه إعرابها إذا قرئت بفتح اللام وتشديد الميم، كما ذكر قبل وجه إعرابها إذا قرئت بكسر اللام وتخفيف الميم ص 83 ج 1 إملاء ما من به الرحمن لأبى البقاء عبد الله بن الحسين بن عبد الله العكبرى

الصفحة 386