كتاب التعليق الكبير في المسائل الخلافية بين الأئمة ت الفريح (اسم الجزء: 2)

النبي - صلى الله عليه وسلم - الصبح، فلما فرغت، قمت وصليت ركعتي الصبح، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما هاتان الركعتان يا قيس؟ "، فقال: ركعتا الصبح، فلم ينكر عليه.
قيل: لا نعرف هذا، ولو ثبت، احتمل أن يكون النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يعلم أنه صلى معه صلاة الصبح، وظن أنه لم يدرك معه الفرض، وجاء بعد الفراغ من الصلاة.
وقد أجاب أبو عبد الله بن بطة (¬1) عن هذا بأجوبة في النهي عن صلاة النافلة بعد العصر والفجر، فذكر إسناده: حماد بن سلمة عن قيس بن سعد (¬2)، عن عطاء - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما هاتان الركعتان؟ "، فقال له: لم أكن صليتهما، فسكت عنه، وعطاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسَل، والمرسل عندهم ليس بحجة.
ورواه محمد بن إبراهيم بن الحارث (¬3) التيمي عن قيس جد سعد، قال: انصرف النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا أصلي ركعتين بعد الصبح، فقال: "ما هاتان
¬__________
= والد قيس. ينظر: الإصابة (9/ 143)، والتلخيص (2/ 527)، والحديث مضى تخريجه في الحاشية الماضية.
(¬1) مضت ترجمته، ولم أقف على ما نقله المؤلف عنه.
(¬2) المكي، قال ابن حجر: (ثقة)، توفي سنة 119 هـ. ينظر: التقريب ص 511.
(¬3) في الأصل: الحرث.
ومحمد هو: ابن إبراهيم بن الحارث بن خالد التيمي، أبو عبد الله المدني، قال ابن حجر: (ثقة له أفراد)، توفي سنة 120 هـ. ينظر: التقريب ص 521.

الصفحة 109