كتاب التعليق الكبير في المسائل الخلافية بين الأئمة ت الفريح (اسم الجزء: 2)
الترمذي (¬1) يومًا بحديث قيس بن عمرو هذا في مسجدنا بعكبر، ثم قال لنا بعَقِبِه: إن قيس بن عمرو كان يقرُّ في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - بالنفاق (¬2)، ومحمد بن إبراهيم ليس بحجة، ولا ثقة في الحديث، وحديثه هذا مرسَل.
وجواب آخر: وهو أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ترك الإنكار عليه غيظًا؛ ليكون السكوت عنه أكثر، أو أنه كان من المنافقين، يبين صحة هذا: ما حكيناه عن الترمذي، ويعضده: ما بلغني عن محمد بن عمر (¬3) الواقدي (¬4) في
¬__________
= عمن في السند؛ حيث كنّاه في الطبقات بأبي طالب، وهنا بأبي نصر، لكن ضعف هذا الظن؛ لأن صاحب الطبقات ذكر في ترجمة ابن أبي عصمة: أن ممن حدّث عنه: أبا حفص عمر بن رجاء، وفي ترجمة عمر بن رجاء ذكر أنه حدّث عن: عصمة بن أبي عصمة. ينظر: الطبقات (2/ 176 و 3/ 107).
(¬1) ابن يوسف السلمي، أبو إسماعيل الترمذي، قال الخلال: (صاحبنا، وقد سمعنا منه حديثا كثيرًا، وكان عنده عن أبي عبد الله مسائل صالحة حسان ... وهو رجل معروف، ثقة، كثير العلم)، توفي سنة 280 هـ. ينظر: طبقات الحنابلة (2/ 260)، وتهذيب الكمال (24/ 489).
(¬2) أشار إلى ذلك ابنُ هشام في السيرة النبوية (2/ 163) في قصة إخراج المنافقين من مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال: (وكان قيس غلامًا شابًا، وكان لا يُعلم في المنافقين شابٌّ غيرُه)، قال ابن حجر: (وعدَّ الواقدي قيس بن عمرو بن سهل في المنافقين، فلعل ذلك كان منه في أول الأمر، وقد بقي في الإسلام دهرًا، وروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم -). ينظر: الإصابة (9/ 135).
(¬3) في الأصل: عمير.
(¬4) هو: محمد بن عمر بن واقد الأسلمي، الواقدي، المدني، قال ابن حجر: =