كتاب التعليق الكبير في المسائل الخلافية بين الأئمة ت الفريح (اسم الجزء: 2)

وظاهر هذا أنه نجس، وهو قول الشافعي - رحمه الله - (¬1).
وقال أبو حنيفة: روثُ الحمام والعصافير طاهر، وبقية ما يؤكل لحمُه بولُه وروثُه نجس (¬2).
دليلنا: قوله تعالى: {قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ} [الأنعام: 145]، وليس هذا بواحد من تلك.
وأيضًا: ما روى شيخنا في كتابه (¬3) عن يحيى بن أبي كثير عن سوار بن مصعب (¬4)، عن أبي جهم (¬5)، عن البراء بن عازب - رضي الله عنه -: عن النبي - صلى الله عليه وسلم -:
¬__________
(¬1) ينظر: مختصر المزني ص 31، والحاوي (2/ 249).
(¬2) ينظر: مختصر الطحاوي ص 31، والمبسوط (1/ 171)، والهداية (1/ 37)، ونص على أنه إذا كثر، لم تصح الصلاة فيه، على تفصيل في الكثير عندهم.
(¬3) ذكره ابن حامد - رحمه الله - بلا إسناد في كتابه تهذيب الأجوبة (2/ 656).
(¬4) الهمداني الكوفي الضرير، قال الإمام أحمد - رحمه الله -: متروك الحديث، توفي سنة بضع وسبعين ومئة. ينظر: الجرح والتعديل (4/ 271)، وميزان الاعتدال (2/ 246).
(¬5) هو: سليمان بن الجهم بن أبي جهم الأنصاري الحارثي، أبو جهم الجوزجاني، مولى البراء، قال ابن حجر: (ثقة). ينظر: التقريب ص 247.
تنبيه: سقط من السند الذي ساقه المؤلف (مطرف بن طريف)، وهو الراوي عن أبي جهم، وهو: أبو بكر الحارثي، الكوفي، وثّقه الإمام أحمد - رحمه الله -، لا كما نقل المؤلف - رحمه الله - أنه متروك. ينظر: العلل ومعرفة الرجال (1/ 412)، والجرح والتعديل (8/ 313)، والتهذيب (4/ 90).

الصفحة 12