كتاب التعليق الكبير في المسائل الخلافية بين الأئمة ت الفريح (اسم الجزء: 2)

العرب تضع (إلا) بمعني الواو، و (إلا) بمعني (ولا) وأنشده:
وكلُّ أخٍ مفارقُهُ أخوهُ ... لَعَمْرُو أَبيك إلَّا الفرقَدانِ (¬1)
ومعناه: والفرقدان يفترقان أيضًا، فتكون (إلا) بمعني (الواو) فقط (¬2)، قال: وقوله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} معناه: والذين ظلموا منهم، فلا تخشوهم، واخشوني (¬3)، وقوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً} معناه: إلا أن يقتل خطأ، فكفارته (¬4)، ولا يجوز: ولا خطأ؛ لأنه لا يدخل في النهي.
قيل له: فيكون معناه: إلا بمكة ومكة، كما قلت.
واحتج: بأنها تتعلق بالبيت، فوجب أن يجوز فعلها فيه في جميع الأوقات؛ دليله: الطواف (¬5).
والجواب: أن الطواف يختص بالمسجد الحرام، ولا يصح منه إلا فيه، فلهذا جاز فعله في جميع الأوقات، وما تنازعنا فيه أحد نوعي الفساد، فاستوى فيه المسجد الحرام وغيره؛ دليله: ما ذكرنا.
¬__________
(¬1) مضى في (1/ 257).
(¬2) مضى ذكرها في (1/ 257)، وينظر: جمهرة أشعار العرب (1/ 13)، ولسان العرب (إلا).
(¬3) معاني القرآن (1/ 178).
(¬4) معاني القرآن (2/ 53).
(¬5) في الأصل: الطواب، والمثبت هو الصواب.

الصفحة 127