كتاب التعليق الكبير في المسائل الخلافية بين الأئمة ت الفريح (اسم الجزء: 2)
قيل له: لا نسلم لك أن ها هنا ما يدل على إيجاب الوتر، بل عندنا أنها غير واجبة، وما تذكره من الأخبار التي تعتقد أنها على الوجوب، فنحن نتكلم عليها - إن شاء الله تعالى -.
وأيضًا: ما روى أبو بكر بإسناده، وأبو داود أيضًا (¬1) عن ابن محيريز (¬2): أن رجلًا من كنانة - يُدعى المُخْدِجي (¬3) - سمع رجلًا بالشام - يُدعى أبا محمد (¬4) - يقول: (الوتر واجب)، فقال المخدجي: فَرُحْت إلى عبادة بن الصامت - رضي الله عنه -، فأخبرته، فقال: كذب أبو محمد، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "خمس صلوات كتبهن الله تعالى على العباد، فمن جابهن لم يُضيِّع منهن شيئًا استخفافًا بحقهن، كان له عند الله عهدٌ (¬5) أن يدخله الجنة، ومن لم يأت بهن، فليس له عند الله عهد، إن شاء عذبه،
¬__________
(¬1) في سننه، كتاب: الصلاة، باب: فيمن لم يوتر، رقم (1420).
(¬2) هو: عبد الله بن مُحيريز بن جنادة بن وهب الجُمحي، قال ابن حجر: (ثقة عابد)، توفي سنة 99 هـ. ينظر: التقريب ص 341.
(¬3) هو: أبو رفيع المخدجي، الكناني الفلسطيني، قيل: اسمه: رفيع، قال ابن حجر: (مقبول). ينظر: تهذيب الكمال (33/ 315)، والتقريب ص 703.
(¬4) هو: مسعود بن زيد بن سبيع من بني النجار، أبو محمد الأنصاري، صحابي جليل - رضي الله عنه وأرضاه -، قيل: إنه شهد بدرًا. ينظر: تهذيب الكمال (34/ 259).
(¬5) في الأصل: عهدًا.