كتاب التعليق الكبير في المسائل الخلافية بين الأئمة ت الفريح (اسم الجزء: 2)

وروى أبو داود بإسناده (¬1) عن أبي السمح - رضي الله عنه - قال: كنت أخدم النبي - صلى الله عليه وسلم -، فكان إذا أراد أن يغتسل، قال: "ولِّني"، فأُولِّيه قَفاي، فأستره به، فأُتي بحسن أو حسين - رضي الله عنهما -، فبال على صدره، فجئت أغسلُه، فقال: "يُغسل من بول الجارية، ويُرش من بول الغلام" (¬2).
فإن قيل: غاير بين اللفظين، وأراد بهما جميعًا معنى واحدًا، وهو الغسل، وهذا شائع في الكلام، ألا ترى إلى قول الشاعر (¬3):
. . . . . . . . . . . . . ... فألفَى قَوْلَها كَذِبًا ومَيْنَا
¬__________
(¬1) في سننه، كتاب: الطهارة، باب: بول الصبي يصيب الثوب، رقم (376).
(¬2) أخرجه النسائي في كتاب: الطهارة، باب: بول الجارية، رقم (304)، وابن ماجه في كتاب: الطهارة، باب: ما جاء في بول الصبي الذي لم يطعم، رقم (526)، والدارقطني باب: الحكم في بول الصبي والصبية ما لم يأكلا الطعام، رقم (470)، ونقل النووي، وابن الملقن، وابن حجر: قول البخاري: (حديث أبي السمح هذا حديث حسن). ينظر: المجموع (2/ 420)، والبدر المنير (1/ 532)، والتلخيص (1/ 87).
(¬3) هو: عدي بن زيد بن حماد التميمي النصراني، شاعر جاهلي، من فحول الشعراء، كان يسكن بالحيرة، وصدر البيت:
وقدَّمتِ الأَديمَ لِراهِشِيه
وقيل:
وقدَّدت الأديمَ لراهشيه
ينظر: الشعر والشعراء لابن قتيبة ص 130، وسير أعلام النبلاء (5/ 110).

الصفحة 27