كتاب التعليق الكبير في المسائل الخلافية بين الأئمة ت الفريح (اسم الجزء: 2)
قيل: يحتمل أن تكون الصفوف متصلة، وإلى هذا المعنى أشار أحمد في رواية أبي طالب (¬1)، وقد روى بعض من نصر هذه المسألة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه قال: "من صلى في الرحبة يوم الجمعة، فلا صلاة له" (¬2).
وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من كان بينه وبين الإمام طريق، فليس مع الإمام" (2)، ولا نعرف هذا متصلًا، وإنما هو موقوف على عمر (¬3)، وأبي هريرة (¬4) - رضي الله عنهما -.
والقياس: إن كان بينه وبين الإمام طريق، والصفوف غير متصلة، فأشبه إذا كان بينه وبين الإمام أكثر من ثلاث مئة ذراع، وإذا صلى في داره بصلاة الإمام.
فإن قيل: ذكر أبو علي (¬5) في الإفصاح (¬6): إذا صلى في داره بصلاة
¬__________
= الإمام، رقم (5248) نحوه، وينظر: فتح الباري لابن رجب (2/ 226).
(¬1) ينظر: بدائع الفوائد (3/ 969)، وشرح الزركشي (2/ 103)، وفتح الباري لابن رجب (2/ 227).
(¬2) لم أجده مرفوعًا.
(¬3) مضى في (2/ 416، 417).
(¬4) مضى في (2/ 417).
(¬5) هو: الحسن بن القاسم، أبو علي الطبري، قال الذهبي عنه: (الإمام، شيخ الشافعية)، له مصنفات عديدة، منها: المحرر في النظر، والإفصاح ... ، وله تأليف في الجدل، توفي سنة 350 هـ. ينظر: سير أعلام النبلاء (16/ 62).
(¬6) في الأصل: الإيضاح، وهو خطأ، وينظر: العدة لأبي يعلى (5/ 1469).