كتاب التعليق الكبير في المسائل الخلافية بين الأئمة ت الفريح (اسم الجزء: 2)
وقد قال في رواية محمد بن ماهان (¬1): في الرجل يقرأ في الصلاة، فيمر بالآية، فيغلبه البكاء حتى ينتحب؟ فقال: كان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يُسمع نشيجُه (¬2) وهو في الصلاة (¬3)، فقيل له: صلاته تامة؟ قال: نعم، وهذا محمول على أنه من الخوف، ورأيت في تعاليق أبي حفص العكبري عن أبي عبد الله بن بطة: أنه قال (¬4) في الرجل يتأوه في الصلاة؟ فقال: إن تأوه من النار، فلا بأس، وإن تأوه لغير ذلك؛ مثل أن يصيبه حجر، فيقول: أوّه، وما أشبه هذا؛ فإنه يفسد صلاته، وبه قال أبو حنيفة (¬5).
وقال أبو يوسف: لا يقطع، سواء كان من وجع، أو من خوف الله تعالى (¬6).
¬__________
(¬1) لم أقف عليها، وينظر: ما مضى في حاشية رقم (3) في الصفحة السابقة.
ومحمد هو: ابن ماهان النيسابوري، جليل القدر، له مسائل عن الإمام أحمد - رحمهما الله - حِسانٌ، توفي سنة 284 هـ. ينظر: طبقات الحنابلة (2/ 361)، والمقصد الأرشد (2/ 494).
(¬2) النشيج: صوت معه توجع وبكاء. ينظر: النهاية في غريب الحديث (نشج).
(¬3) أخرجه البخاري معلقًا جازمًا به في كتاب: الأذان، باب: إذا بكى الإمام في الصلاة.
(¬4) ينظر: الجامع الصغير ص 54، والمستوعب (2/ 232)، والمغني (2/ 453).
(¬5) ينظر: مختصر اختلاف العلماء (1/ 309)، وبدائع الصنائع (2/ 129).
وإلى هذا ذهبت المالكية. ينظر: الذخيرة (1/ 509)، ومواهب الجليل (2/ 316).
(¬6) ينظر: مختصر اختلاف العلماء (1/ 309)، والهداية (1/ 62).