كتاب التعليق الكبير في المسائل الخلافية بين الأئمة ت الفريح (اسم الجزء: 2)
رُوي أن يعلى بن أمية - وقيل: يعلى (¬1) بن منية - سأل عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -، فقال: كيف نقصر وقد أَمِنَّا؟ فقال عمر: عجبتُ مما عجبتَ حتى سألتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، [فقال] (¬2): "صدقةٌ تصدَّق الله بها عليكم، فاقبلوا صدقته" (¬3)، فبين أن المراد بالآية: القصر من جهة أعداد الركعات، وأن حال الخوف والأمن سواء.
ومن جهة السنة: ما روى أبو بكر النجاد بإسناده عن عائشة - رضي الله عنها -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يُتم الصلاة في السفر، ويَقْصر، ويؤخر الظهر، ويعجل العصر، ويؤخر المغرب، ويعجل العشاء (¬4).
فإن قيل: فقد قال عبد الله: سألت أبي [عن] (¬5) حديث المغيرة بن زياد (¬6) عن عطاء عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قصر النبي - صلى الله عليه وسلم - في
¬__________
(¬1) في الأصل: وصل يعني، وينظر: الانتصار (2/ 520). ومنية: اسم أمه، وهو صحابي - رضي الله عنه -. ينظر: التقريب ص 682.
(¬2) ساقطة من الأصل.
(¬3) أخرجه مسلم في كتاب: صلاة المسافرين، باب: صلاة المسافرين وقصرها، رقم (686).
(¬4) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف رقم (8271)، والدارقطني في سننه، كتاب: الصيام، باب: ما جاء في الصيام في السفر، رقم (2299)، وفي إسناده: المغيرة بن زياد، قال الدارقطني: (ليس بالقوي).
(¬5) ليست في الأصل، وهي موجودة في مسائل عبد الله رقم (558).
(¬6) البجلي، أبو هشام الموصلي، قال ابن حجر: (صدوق له أوهام)، توفي سنة 152 هـ. ينظر: التقريب ص 605.