كتاب التعليق الكبير في المسائل الخلافية بين الأئمة ت الفريح (اسم الجزء: 2)

أربعًا، قال: فقيل له: استرجعتَ، ثم صليتَ أربعَ ركعات؟ ! قال: الخلاف شرّ، الخلاف شرَّ (¬1). فوجه الدلالة: أن عثمان - رضي الله عنه - صلى بالناس أربع ركعات، واتبعوه، فدل على أن ذلك إجماع منهم.
فإن قيل: فكيف يكون إجماعًا، وقد خالف ابن مسعود، وأبو بكر - رضي الله عنهما - فعله؟
قيل له: إنما أنكر عليه ترك فضيلة القصر، ولم ينكر الإتمام، والذي يدل على صحة هذا: أن ابن مسعود - رضي الله عنه - لما صلى بهم العصر، لم يقصر، وصلى أربعًا، وقال: الخلاف شر.
فإن قيل: إنما أتم عبد الله؛ لأنه يجوز أن يكون عثمان - رضي الله عنه - نوى الإقامة، فصار هو مقيمًا؛ لأنه كان ممن يأخذ العطاء (¬2)، وإذا أزمع على الإقامة، صار أتباعه مقيمين بإقامته، فلم يخرج من صلاته بالتجويز.
قيل له: ..................................................
¬__________
(¬1) أخرج أبو داود نحوه في سننه، كتاب: المناسك، باب: الصلاة بمنى، رقم (1960)، والبيهقي في الكبرى، كتاب: الصلاة، باب: من ترك القصر في السفر غير رغبة في السنة، رقم (5434)، وصحح إسناده الألباني في السلسلة الصحيحة (1/ 394)، رقم (224).
(¬2) أسند عبد الرزاق هذا القول عن الزهري - رحمه الله -، وأخرجه عنه أبو داود في سننه، كتاب: المناسك، باب: الصلاة بمنى، رقم (1961 و 1963)، والزهري لم يدرك عثمان - رضي الله عنه -. ينظر: السلسلة الضعيفة (14/ 998)، رقم (6926).

الصفحة 490