كتاب الغاية في اختصار النهاية (اسم الجزء: 2)

يصدر منه فعلٌ؛ بأن أوجر (¬1) الطعام، أو ضبطت (¬2) المرأة وجومعت، فلا إِفطارَ، وإِن أكره حتى أكل بنفسه، فقولان، ولو أُوجِر المغمى عليه في الصوم، أو طُيِّب في الإِحرام؛ فإِن لم يكن للمعالجة، فلا فطرَ ولا فديةَ، وإِنَّ كان للمعالجة فقولان.
* * *

871 - فصل في القيء والاستقاء
لا يفطر بغلبة القيء، فإِن تعمده؛ فإِن ابتلع شيئًا منه، أفطر، وإن لم يبتلع، فوجهان، فإِن قلنا: يفطر، ففي اقتلاع النُّخامة وإِلقائها وجهان، وإِن قلنا: لا يفطر، فرجع شيءٌ بغير اختياره، ففيه كالمبالغة طريقان.
* * *

872 - فصل في تصوير يوم الشكِّ
إِذا أطبق الغيمُ ليلة الثلاثين من شعبان، أو لم يكن في محلِّ الهلال علَّة وتراآه الناسُ، فلم يُرَ، فالغدُ من شعبان، وليس بيوم الشكِّ.
وإِن أمكنت الرؤيةُ وتحدَّث بها مَنْ لا تثبُّت بقوله، أو شهد بها عدلٌ واحد، وقلنا: لا يُسمع، أو لهج بذلك صِبْية أو فَسَقة يغلب على الظنِّ
¬__________
(¬1) "الوجور": الدواء يُصبُّ في الحلْق، وأوجره: جعله كيفيه. انظر: "المصباح المنير" للفيُّوميِّ (مادة: وجر)، و"المعجم الوسيط" (مادة: وجر).
(¬2) "ضُبطت": حُفِظَتْ حفظًا بليغًا. كما في "المصباح المنير" (مادة: ضبط)، والمعنى هنا: قُيِّدتْ وأُعجزتْ عن الحركة. انظر: "نهاية المطلب" (4/ 28).

الصفحة 399