كتاب تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة (اسم الجزء: 2)

الرِّوَايَةُ أَزَالَتِ الإِشْكَالَ، وَبَيَّنَتْ أَنَّ الْوَهْمَ وَقَعَ فِي الْحَدِيثِ الأَوَّلِ فِي قَوْلِهِ: ابْنُ الْعَاصِ، وَإِنَّمَا هُوَ ابْنُ رِفَاعَةَ، وَكَانَ أَحَدَ الْمُنَافِقِينَ، وَكَذَلِكَ مُعَاوِيَةُ بْنُ رَافِعٍ كَانَ أَحَدَ الْمُنَافِقِينَ.
(36) [حَدِيثٌ] أَبُو بَكْرٍ أَرْأَفُ أُمَّتِي وَأَرْحَمُهُمْ وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ خَيْرُ أُمَّتِي وَأَكْمَلُهَا وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ أَحْيَى أُمَّتِي وَأَعْدَلُهَا وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَلِيُّ أُمَّتِي وَأَوْسَمُهَا، وَعَبْدُ اللَّهِ ابْن مَسْعُودٍ أَمِينُ أُمَّتِي وَأَوْصَلُهَا، وَأَبُو ذَرٍّ أَزْهَدُ أُمَّتِي وَأَرَقُّهَا، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ أَعْدَلُ أُمَّتِي وَأَرْحَمُهَا وَمُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ أَحْلَمُ أُمَّتِي وَأَجْوَدُهَا (عق) مِنْ حَدِيثِ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، وَفِيهِ مَجْرُوحُونَ وَاتُّهِمَ بِهِ مِنْهُمْ بَشِيرُ بْنُ زَاذَانَ، فَإِمَّا وَضَعَهُ، وَإِمَّا دَلَّسَهُ عَنْ بَعْضِ الضُّعَفَاءِ (ابْنُ الْجَوْزِيِّ) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْ طَرِيقِ بَشِيرٍ أَيْضًا، وَفِيهِ غَيْرُهُ مِنَ الْمَجْرُوحِينَ (تُعُقِّبَ) بِأَنَّهُ قَدْ وَرَدَ نَحْوُ ذَلِكَ مِنْ طُرُقٍ فَأَخْرَجَ أَحَمْدُ وَالتِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ: أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ وَأَشَدُّهُمْ فِي دِينِ اللَّهِ عُمَرُ، وأصدقهم حَيَاء عُثْمَان ابْن عَفَّانَ وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَأَفْرَضُهُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَقْرَؤُهُمْ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ، وَأَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ (قُلْتُ) صَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ حِبَّانَ وَالْحَاكِمُ وَالضِّيَاءُ فِي الْمُخْتَارَةِ وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ، وَأَخْرَجَ أَبُو يَعْلَى مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ مِثْلَهُ، وَزَادَ وَأَقْضَاهُمْ عَلِيٌّ، وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ بِسَنَدٍ حَسَنٍ نَحْوَهُ، وَزَادَ: وَأُوتِيَ عُوَيْمِرٌ عِبَادَةً يَعْنِي أَبَا الدَّرْدَاءِ، وَأَخْرَجَ ابْنُ عَدِيٍّ من حَدِيث شَدَّاد ابْن أَوْسٍ: مُعَاوِيَةُ أَحْلَمُ أُمَّتِي وَأَجْوَدُهَا (قُلْتُ) هُوَ طَرَفٌ مِنْ حَدِيثِهِ السَّابِقِ فَلْيَنْظُرْ فِي سَنَدِهِ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.
(37) [حَدِيثٌ] إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ اتَّخَذَنِي خَلِيلا كَمَا اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلا، وَمَنْزِلِي وَمَنْزِلُ إِبْرَاهِيمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الْجَنَّةِ تِجَاهَيْنِ وَالْعَبَّاسُ بَيْنَنَا مُؤْمِنٌ بَيْنَ خَلِيلَيْنِ (عق) مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَفِيهِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الضَّحَّاكِ مَتْرُوكٌ، وَسَرَقَهُ مِنْهُ أَحْمَدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْبَاهِلِيُّ: وَمِنْ طَرِيقِهِ أَخْرَجَهُ ابْنُ عَدِيٍّ (تُعُقِّبَ) بِأَنَّ الْحَدِيثَ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الْوَهَّابِ أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ.
(38) [حَدِيثُ] ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ قَالَ لِلْعَبَّاسِ وَعَلِيٌّ عِنْدَهُ: يَكُونُ الْمُلْكُ فِي وَلَدِكَ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى عَلِيٍّ فَقَالَ لَا يَمْلِكُ أَحَدٌ مِنْ وَلَدِكَ (خطّ) مِنْ طَرِيق مُحَمَّد بن

الصفحة 17