كتاب تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة (اسم الجزء: 2)

لَعْنَتَكُمَا عَذَابًا أُعَذِّبُهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث أبي بكر وَمن حَدِيث أنس (قطّ) من حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ وَلَا يَصح فِي حَدِيث أبي بكر وَأبي سعيد إِسْمَاعِيل ابْن يحيى التَّيْمِيّ ومدارهما عَلَيْهِ وَفِي حَدِيث أنس عُثْمَان بن مطر (تعقب) بِأَن الْبَيْهَقِيّ أخرج فِي الشّعب حَدِيث أنس وَقَالَ: عُثْمَان بن مطر لَيْسَ بِالْقَوِيّ ثمَّ إِنَّه لم ينْفَرد بِهِ فقد تَابعه الْهَيْثَم بن جماز أخرجه أَبُو بكر المرزوي فِي الْجَنَائِز وَأَبُو بكر الشَّافِعِي فِي الغيلانيات قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَله شَوَاهِد أخر عَن أنس ثمَّ روى بِإِسْنَادَيْنِ عَنهُ مَرْفُوعا نَحوه وَالله تَعَالَى أعلم.
(24) [حَدِيثُ] حُذَيْفَةَ كُنَّا مَعَ النَّبِي فِي جِنَازَةٍ فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْر قعد على شفته فَجَعَلَ يُرَدِّدُ بَصَرَهُ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: يُضْغَطُ الْمُؤْمِنُ فِيهِ ضَغْطَةً تَزُولُ مِنْهَا حَمَائِلُهُ وَيُمْلأُ عَلَى الْكَافِرِ نَارًا (الإِمَام أَحْمد فِي مُسْنده) وَلَا يَصح فِيهِ مُحَمَّد بن جَابر لَيْسَ بِشَيْء (تعقبه) الحافط ابْن حجر فِي القَوْل المسدد، فَقَالَ مُجَرّد هَذَا لَا يدل على أَن الْمَتْن مَوْضُوع فَإِن لَهُ شَوَاهِد كَثِيرَة لَا يَتَّسِع الْحَال لاستيفائها.
(25) [حَدِيثُ] أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ تُوُفِّيَتْ زَيْنَبُ ابْنَةُ رَسُولِ الله وَكَانَتِ امْرَأَةً مِسْقَامَةً فَتَبَعِهَا رَسُولُ الله فَسَاءَنَا حَالُهُ فَلَمَّا دَخَلَ الْقَبْرَ الْتَمَعَ وَجْهُهُ صُفْرَةً، ثُمَّ أَسْفَرَ وَجْهُهُ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْنَا مِنْكَ أَمْرًا سَاءَنَا، فَلَمَّا دَخَلْتَ الْقَبْرَ الْتَمَعَ وَجْهُكَ صُفْرَةً ثُمَّ أَسْفَرَ وَجْهُكَ فَمِمَّ ذَلِكَ قَالَ تَذَكَّرْتُ ضَعْفَ ابْنَتِي وَشِدَّةَ عَذَابِ الْقَبْرِ فَأُتِيتُ فَأُخْبِرْتُ أَنَّهُ قَدْ خُفِّفَ عَنْهَا، وَلَقَدْ ضُغِطَتْ ضَغْطَةٌ سَمِعَ صَوْتَهَا مَا بَيْنَ الْخَافِقَيْنِ (أبي أبي دَاوُد شا) وَلَا يَصح، قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ هُوَ مُضْطَرب (تعقب) بِأَن الحَدِيث أخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَأَبُو عوَانَة فِي صَحِيحه، ثمَّ إِن سلم الِاضْطِرَاب فِيهِ فَذَلِك لَا يَقْتَضِي الحكم على الْمَتْن بِالْوَضْعِ (قلت) أورد ابْن الْجَوْزِيّ الحَدِيث فِي الواهيات من حَدِيث أنس، ثمَّ من حَدِيث عمر من سنَن سعيد بن مَنْصُور، وَقَالَ لَا يَصح من جَمِيع طرقه وَتعقبه الذَّهَبِيّ فِي تلخيصه، فَقَالَ هَذَا دفع بِغَيْر حجَّة وَالله أعلم.
(26) [حَدِيثٌ] اهْتَزَّ عَرْشُ اللَّهِ لِوَفَاةِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ وَنَزَلَ الأَرْضَ لِشُهُودِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ مَا نَزَلُوهَا قَبْلَهَا وَاسْتُبْشِرَ بِهِ أَهْلُ السَّمَاءِ، وَلَقَدْ ضُمَّ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ ضَمَّةً فِي قَبْرِهِ وَلَوْ كَانَ أَحَدٌ مِنْهَا مُعَافًى عُوفِيَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ (قطّ) من حَدِيث عَامر (شا)

الصفحة 371